هــــــــنشير الأفـــــحــص في مهبّ التغـــــــيّرات
تتضمن هذه القصة المراحل التي مرّت بها عائلة بالعوجي وأهم الصراعات الداخلية ، وما تفرّعت عنه هذه الأخيرة ،إظافة الى بعض الأحداث الأليمة التي سجّلها التاريخ، فالإنسان الذي يخجل من تفاصيل حياته لا يستحق مطلقا أن يعيش.
كما ارجوا أن تحضى هذه القصّة بقبول ورضى المختصّين والعاملين في حقل الروايات ومكافحة الإرهاب مع أن لا ننسى وأنّ العدالة هي هدفنا.
عزالدين بن محمد بن بوبكر العوجي
في رمضان الأعظم 1427 هـ أكتوبر للميلاد 2006
ذاكرة الأيّام
ليس بإرادة أي مؤلف أن يحدد مواعيد الحمل ولا مواعيد الولادة. وهكذا هي حكايتي مع هذا الكتاب فقد قرع علي الباب ودخل دون أن ينتظر من يفتح له ؛ ووجدته يسكنني ووجدت نفسي مشدودة إليه تهاطلت أفكاره غيثا مدرارا من صنف ذلك السيل الذي بهزك شوقا للإرتواء ويستشعرك خوفا من العجز على السيطرة عليه ، هذا الكتاب هو خير ما كتبت ، لذلك ستجده رافضا للخضوع الى القواعد التقليدية والقوالب المعتادة ميالا الى إستنفار الأسئلة ملحا في طلب الأجوبة صعب الإقناع إلا بما يقنع ، مسكونا بهاجس الحقيقة ولا شيء دونها حيث نقول في الختام إذا تكلم السيف فاسكت أيها القلم.
هذه قصة تروي تاريخ صراع داخل مجموعة تنحدر من نفس العائلة بالشمال الغربي للبلاد التونسية؛ تعرف ساحة المعركة باسم هنشير الافحص عمادة الحمران معتمدية عين دراهم،(أو ما يعرفون بـ ''خمير''). مرّت هذه العائلة بمراحل عديدة عرفت تشنج الأعصاب والمواقف وصعوبة التفاهم . والجدير بالذكر هنا أنّ هذه الخلافات كلّها عن الأرض والإرث حيث عبأت النفوس بالحقد و الكره ، وها هي السنين والأعوام تمر والبشر يموت جيلا بعد جيل والأرض راسية في موقعها تقرأ فيها كل القصص لكل الأعوام ، فما نقص منها إلا الخيرات التي كانت تدرّها على أصحابها ، ومشهدها الجميل جمال الطبيعة، أصبح حزينا حزن ليلة ظلماء في شتاء بارد.
فبالرغم من أن هذه القصّة قديمة قدم الزمان والمكان فهي تحرك نقطة حساسة ما زال يعاني الناس من مخلفاتها حتى الآن. تعود هذه القصة الى القرن الماضي لترو ي ما فعله أبطال '' وما هم بأبطال'' يعرفون باسم أبناء بالعوجي.
أول سكان هنشير الافحص كان اسمه مبارك بالعوجي قدم من فوسانة ولاية القصرين وكان يسكن بمكان يسمى هنشير العوايجية بالقرب من الولي الصالح سيدي بوعصيد ؛ [ينحدر من قبيلة الغوالم وهي بدورها وليدة قبيلة ماجر المشهورة بالباي علي بن غذاهم أحد قادة الجيوش التونسية سنة 1860 وقد عيّن نفسه باي على تونس سنة1864 بعد أن أطاح بـ محمد باي وقد عرفت فترته بالجفاف والجراد والأمراض]. كما يعود تاريخ العوايجية الى سوق اهراس بالجمهورية الجزائرية و يعرف المكان بهنشير الخذارة دوار العوايجية .
كلّ حروب الدنيا قامت من أجل الأرض و حب البقاء و الهيمنة ؛ ولأنّ الملكية هي وظيفة اجتماعية؛ وانّ هذه القصّة شبيهة بهذه الحروب و لا تختلف إلا بموقعها وزمانها و"إرهابيوها".
إن حضارة اليوم حذفت الماشية وهي وحدة قيس الأرض والماشية تقدّر بعشرة هكتارات، حذفت الفرنك وهي العملة النقدية المتبادلة في ذلك الوقت، حذفت الجماعة وهي رمز الوحدة والتحديّ، حذفت الفرقة »Fergua » والعرش و الميعاد والحلقة والتي كانت كلّها نوع من أنواع النظام والتنظيم القاعدي (ليس تنظيم القاعدة بأفغانستان ولكن تنظيم قاعدي أي محلّي Local) داخل المجتمع الريفي، وهذه الوحدات بالرغم من قدم تسميتها ، كانت طالع خير على البشر في ذلك الوقت .
وفي إطار القبائل الرحّل استقر مبارك بالعوجي بالعقاقعة [هذا المكان يوجد بالشمال الغربي للبلاد التونسية بولاية جندوبة حاليا ، معتمدية عين دراهم، عمادة الحمران] لفترة قصيرة كان الهدف منها دراسة الموقع النهائي الذي ينوي الاستقرار فيه.
كان اختياره صائبا على هنشير الافحص الذي هو في حقيقة الأمر فجوة من الفجوات الغابية من سلسلة جبال مقعد وخمير، ومنذ القديم كانت السيطرة على هذه الفجوات من طرف الدولة غير كافية، ولهذا منحت الدولة مستغليّ هذه الفجوات حق الحرث والزرع وكذلك الرعي بدوابهم داخل الغابات، واستغلال الحطب اليابس وثمار الغابة سواء لتغذية الحيوانات أو للبيع (مثل القمام والريحان والخفاف والبلوط ) حيث أنّ الأرض البيضاء الصالحة للبذر هي عدّة فجوات صغيرة لا تتجاوز العشر من هذه المساحة الجملية . لأنّ ما يهم الدولة، هو أن تجعل من الأرض وسيلة تضمن للجميع رغد العيش وحياة أفضل من حياة السلف؛ وفي مقابل ذلك يلتزم المستغل بمكافحة الحرائق وعدم الإضرار بالغابة الخضراء، وبذلك حصلت صيغة الحوز و التصرف في هذه الفجوات، التي كانت دائما في ازدياد، من حيث المساحة نتيجة للاستغلال غير المنظم، والقص العشوائي للغابات، من اجل الحصول على حطب الوقود، والطهي وإيجاد مساحات عرفت الآن بـ "المشتة" قصد زراعة الخضر، وغراسة الأشجار، للاستهلاك الذاتي، انطلاقا من مبدأ» من أحي أرضا فهي له « .
وعند وصول هذا كبير الجدود أي مبارك ( حسب إحدى الحجج المتوفرة بتاريخ 30 أكتوبر 1911 ) استقر بجهة “بونايل” والمكان معروف بإسم العقاقعة استقر هناك لحين من الوقت على وجه الكراء في انتظار التفاهم على شراء جزء من الهنشير ليستقر فيه.
هنشير الأفحص حالياّ يشمل التجمعات السكنية التالية : المرازقية، العمايرية، العوايجية، المتاتشية، سوق السبت، العقاقعة، الباكرية، بونايل وأولاد بوسعيد هذه التسميات عرفت في العقود القليلة الماضية ففي قديم الزمان تسمّى كلها هنشير الافحص.
اشترى مبارك بالعوجي من أهل بونايل الجزء الصغير من هنشير الأفحــص (قدّر بـ8 مواشي) أي حوالي 80 هكتارا بما في ذلك الغابات الدولية التي يتمتّعون فيها بحق الرعي وقد باعوه هذه الأرض لبعدها عنهم و يقال أنّ هنشير الأفحص يضم أيضا أرض المتاتشية المرازقية وقد جزؤه الى عدّة أجزاء لتسهيل عملية البيع.
و ما أن استقرّ الرحاّلة بالعوجي و بدأ يعمل ليكسب قوته و قوت أولاده حتّى بدأت تنموا فكرة التوسع والتملّك من جانبه و فكرة البغض و الحسد من الغير وهذا طبيعي في الحياة الاجتماعية الريفية حيث أن هنشير الأفحص وقبل مجيء مبارك بالعوجي كان مستغلاّ من طرف قبيلة قرين و حمادي أبناء الشيخ خميس بن العيفة الخميري الحمراني و محمد بن اسماعيل بن عبد الله و صالح بن الحاج عمارة بن ابراهيم واحمد بن بوخريص بن ابراهيم و صالح بن بلقاسم بن احمد ومبارك بن حسين بن العربي وبولعراس بن قوّش بن العربي من الجهة الغربية لسوق السبت ولهذا الغرض قام أهل بونايل ببيعه الى مبارك بالعوجي لتفادي الخصام مع بولعراس بن قوّش ومن معه وتحويل الخصام مع مبارك بالعوجي . قامت مجموعة بولعراس بن قوّش ومن معه بمعارضته و العمل على الحدّ من توسّعه
(التوسع كان من جهة فرنانة الذخيرة في اتجاه المتاتشية ، قطعة فرنانة الذخيرة في الأصل كانت غابة وقام مبارك وأولاده بإزالة الغابة من فوقها، وقد وقع إّتفاق الحدود بين مبارك بالعوجي والعقاقعة على أساس واد السبعة الرقود من الجهة الجوفية واد فتح الله من الجهة الغربية، شعبة جارحة من الجهة الشرقية[الشعبة التي تمرّ امام منزل سعد لسود] وغابة الدولة من الجهة القبلية ) وكان ذلك قبل سنة 1912 م ، ومنعوا مبارك من تجاوز واد فتح الله وقاموا بتركيز أوّل سكان المتاتشية للوقوف دون تقدم مبارك بالعوجي وركّزوا له حدودا سوف لن يسمح له بتجاوزها مثل بئر بن شبر وحجرة السقالة وفجة الزرنيس .
كان في ذلك الوقت مرجع النظر لحلّ الخلافات المتعلّقة بالأرض هو "القايد" والذي بدوره يكلّف أحد العدول لتوثيق مقال المتخاصمين و إيجاد حل وسط يمكن أن يوقف مثل هذه التيارات في الحياة الريفية في ذلك الوقت .
وبما أنّ المعاملات و "التدخّلات" هي من قديم الزمان الى يومنا هذا فقد عمد اهل بولعراس بن قوّش التقرب من القايد في ذلك الحين قصد حسن معاملتهم ، قاموا بوهبه (وضع على الذمّة) قطعة أرض لبناء محل ليجلس فيه القايد لحل المشاكل المتعلّقة بالأرض وتعرف بـ "دار القايد" بجهة المتاتشية حاليا وقرب "الماتش"، [كلمة "الماتش" Match هو المكان الذي كان يلعب فيه أبناء المستعمر الفرنسي] . وقد تحولت دار القايد فيما بعد الى مستوصف ثمّ اندثرت في سياق إزالة كل مخلّفات الاستعمار.
مبارك بالعوجي قد خلّف خمسة أولاد ( محمد و بالقاسم و صالح و منصور وسويسي) أما البنات فلا أثر لهن و من المرجح أنّه لم يخلّف بنات .
ونقول أن السواسية هي تسمية لسويسي و أولاده ، والمناصرية هي تسمية لمنصور وأولاده والقواسم هي تسمية لبلقاسم وأولاده، والعوايجية هي تسمية لمحمد وأولاده أما صالح ليس له أي تسمية.
أبناء مبارك بالعوجي الخمسة المذكورين لهم من الأرض حوالي 8 مواشي [الماشية تقدر بحوالي 10 هكتارات] منها أرض بيضاء صالحة للفلاحة والرعي، و منها أرض غابية تخضع لنظام الغابات، ( ولمجرّد الذكر نسمّي منها: البويزينة، الفرش، حجرة عيفة، الرخص، النقارة، الطرنشي، فجّة لبوة، شعبة دار مهنية، كرم فرحات، ربع محمد بالعوجي، الزعرورة، القاعة، الطرفة، المقارين، القرقار، ملعب الجبانة، الدورة، العرقوب، المرجى، سانية العوجي، بالحسين، الشط، الرقوبة، القنطرة، الطرابية، فرنانة الذخيّرة وغيرهم )؛ حيث انجرّت لمن باعهم إيّاها على وجه المنحة من الدولة .
بقي مبارك وأولاده يتصرّفون في الأرض بكل هدوء ودون شغب ، وقد كان أحد أبنائه (محمد) اكثر إخوته حبا للأرض إتّفق مع موالي الدير (أحد أعراف العقاقعة) لتعويض ماشيتين من الأرض لحسابه الخاص بمعية ثلاثة من أبنائه، في مقابل التنازل على "المشتة" التي كان يسكنها مع والده بالعقاقعة وقدّر هذا التعويض بحوالي ماشيتين وهو ما يعرف الآن بربع محمد بالعوجي حيث أنّ الماشيتين هم الربع من الثمانية مواشي التي كانت على ملك موالي الدير وبونايل بالعقاقعة أو ما يسمّى بهنشير الأفحص [وهناك مكان بالعقاقعة يعرف الى حدّ الآن باسم رمل العوجي]،(وهناك مكان بالعوايجية يعرف بإسم "مشتة" مبارك بالعوجي).
مشهد من أرض العوايجية عندما تكون واقفا في إتجاه القبلة قرب منزل المرحوم حمادي بالعوجي
1- محمد بن مبارك بالعوجي لمّا اشترى الربع [ 2 مواشي] فقد اشتراه بالاشتراك مع أبنائه عثمان وعلي و بلقاسم فقط؛ وذلك استنادا الى حجّة مضمنة بدفتر العدل عمارة بن بلقاسم العيادي صفحة 88 عدد340 مؤرخة في 20 جويلية 1912 بخزينة محكمة ناحية عين دراهم في ذلك الوقت كان تداول الاوراق في البيع و الشراء قليلا وخاصّة من حيث الأرض ولتفادي الضرائب التي يوظّفها الاستعمار في ذلك الوقت و قد عرف أهل الريف بالكرامة والرجولة والكلمة فكانوا يعتمدون الثقة الكبرى في مجمل تعاملاتهم ، ولهذا فإنّ غياب بعض الوثائق التي تثبت طريقة تحول الحوز والتصرف من جيل الى آخر تأتي في هذا السياق؛
وفي ما يلي نص أصل الوثيقة التي اشترى بموجبها عثمان وبلقاسم وعلي أبناء محمد بن العوجي ووالدهم محمد الماشيتين من الأرض :
[الحمد لله ذكر لشهيديه المكرّمين قرين و حمادي أبناء الشيخ خميس بن العيفة الخميري الحمراني ومحمد بن اسماعيل بن عبد الله و صالح بن الحاج عمارة بن ابراهيم و احمد بن بوخريص بن ابراهيم وصالح بن بلقاسم بن احمد ومبارك بن حسين بن العربي وبولعراس بن قوّش بن العربي الجميع القبيل أنّهم كانوا شاغبوا المكرّمون عثمان وبلقاسم وعلي أبناء محمد بن العوجي ووالدهم محمد المذكور الجميع في القبيل بشأن جميع الثلثين من كامل قطعة أرض بيضاء معدّة للحراثة و الازدراع من مزارع من ذكر عمل عين دراهم المعروفة بأم الجدور و البزينة في قدر ماشيتين مع من شاركهم فيها يحدّها قبلة تبازيع ماء و شرقا شعبة جارحة الى أن تتصل بواد جارح و جوفا ثنية مارّة الى أن تتصل بعرقوب المطامير قواما الى واد جارح و غربا واد السبعة الرقود و تمتدّ قواما الى ثنية مارّة يحرثون فيها على و جه المنحة من الدولة أعزّها الله تعالى كما ذلك لاهالي خمير وماكنة و بني مازن حيث منحتهم الدولة في الاراضي البيضاء التي ليس بها الغابات و رعي دوابّهم فقط و بعد ذكرهم لذلك كذلك أشهد الذاكرون المذكورون على أنفسهم أنّهم أسقطوا المشاغبة في جميع الثلثين المذكورين أعلاه من كامل القطعة المحدودة المذكورة أعلاه على عثمان و من معه المذكورين أعلاه الاسقاط التام الذي لا بعده مطلب و لا قيام طول الزمان و زادو في اشهادهم ..... مهما قام احد فيما بعد فقيامه عليهم دون قرين و أنّ عثمان و من معه المذكورين يمناه ذكرا و مشاغبة وأشهدوا الاسقاط منهم .... تامات وشهد عليهم بذلك على الجواز بمعرفة قوّش و محمد بن اسماعيل و عرّف بمن عداهم على العين المكرّمون عمار بن صالح بن بولعراس القبيل و يونس بن احمد بن عمارة الخميري التبيني .... بتاريخ يوم الاثنين الثامن من شعبان الاكرم عام ثلاثين و ثلاثمائة وألف و الثاني و العشرين جويلية الافرنجي عام اثني عشر و تسعمائة و ألف .] تمّ نسخ الوثيقةكما هي دون أي تغيير أو تحريف .
وكما قال سبحانه وتعالى "إنّ النفس لأمّارة بالسوء" w بدأ الجيل يتربص ببعضه البعض منذ ذلك الحين و يخطط للاستيلاء على الأرض لأنّها كانت المكيال الوحيد الذي يقاس به المرء و يكون صاحب جاه و يعبّر عنه بزعيم الجهة ، و في ذلك الحين ، فانّ أول موضوع تقع مناقشته حال ما يتوفّى الأب هو الأرض والإرث من يرث ومن لا يرث، وكيف يخطط لعدم تمكين البنات من الإرث بدعوى عدم إدخال الأجنبي أي الزوج لمشاركة الأولاد في الإرث؛ وهنا نفتح قوسا حول بعض الخواطر كيف تعيش العائلة الواحدة داخل ما يسمّى بــ " الحوش "، الذي تقع توسعته كلّما لوحظ أنّه غير قادر على استيعاب العدد الموجود بداخله، يأخذ الأكل في إناء واحد، كانت ساحة الحوش هي مكان لقاء كل الأفراد ، كما أنّ السن هو مرجع تحديد الصلاحيات وأخذ القرار، الكهل هو مصدر القرار اّما المرأة والأبناء الصغار فهم المجموعة المضطهدة فلا رأي لهم .
" الحوش" هو العازل للمرأة عن أي مشاركة في الحياة العامة وذلك باسم حفظ العرض وكان هذا سببا في فقدانها حق الإرث؛ الصغار تلقاهم ضائعون داخل عالم النساء ، فالولد لا يمكنه الجلوس مع أبيه إلاّ بعد استشارته وحتى لو كان مع زوجته فلا يمكنه التحدث إليها أو تسميتها باسمها أو حتى اللعب مع ابنه بحضور والده .
إن هذه القصّة تخص سلالة محمد بن مبارك بالعوجي لأنّ الأربعة الآخرين من المستضعفين في الأرض في ذلك الحين و حتى الآن و هم سويسي و منصور وصالح وبلقاسم.
و بعد وفاة محمد بالعوجي تولّى عثمان بن محمد بالعوجي قسمة الأرض لأنّه الأخ الأكبر وقد يعامل على أنّه ينوب الأب بعد وفاته ولو لوقت قصير. [قام بقسمة ربع محمد بالعوجي على اثنين أي نصف يعتبر ارث محمد بالعوجي والنصف الآخر يقسم على الاخوة الثلاثة وهم علي و بلقاسم و عثمان ثمّ يعود لقسمة نصف الإرث على كامل أبناء محمد بالعوجي الأربعة بما في ذلك أخوهم بوبكر الذي توفي سنة 1934 م] .
قام بتطبيق ما جاء في الوثيقة تماما، والتي تقول أن:ّ ( بولعراس بن قوّش بن العربي الجميع القبيل أنّهم كانوا شاغبوا المكرّمون عثمان و بلقاسم وعلي أبناء محمد بن العوجي ووالدهم محمد المذكور الجميع في القبيل بشأن جميع الثلثين من كامل قطعة أرض بيضاء معدّة للحراثة و الازدراع من مزارع من ذكر عمل عين دراهم المعروفة بأم الجدور والبزينة في قدر ماشيتين مع من شاركهم فيها). ولذا فإنّ الذكر جاء لمجموعتين أي عثمان و بلقاسم وعلي أبناء محمد بن العوجي مجموعة ووالدهم محمد المذكور كمجموعة ثانية ولذا فقد أصاب عثمان عندما قام بقسمة الأرض على إثنين؛ ليتمتع عثمان وعلي وبلقاسم بالنصف ووالدهم محمد بالنصف وبعد وفاة محمد يقسم النصف على الأبناء الأربعة أي يضاف إليهم أخاهم بوبكر.
وبعد وفاة عثمان، أعيدت القسمة على طريقة أخرى، مغايرة للأولى فيها شئ من سوء النية وهي قسمة الأرض على أربعة ليتمتع ورثة عثمان بالربع من كامل مناب محمد بالعوجي وكذلك ورثة علي وورثة بلقاسم ويصبح إرث والدهم محمد الربع وليس النصف، ثمّ يقسم ربع والدهم محمد على الأبناء الأربعة ويصبح لكل واحد منهم الربع من الربع بل زادوا أكثر من ذلك فقالوا مادام بوبكر لم يشتري معنا فلا حقّ له في الأرض أصلا وأرادوا حرمانه من حقّه في إرث أبيه. الفرق هنا أن بوبكر عوضا أينال الربع من النصف أي الثمن من مناب والده، أصبح له الربع من الربع أي 1 من 16 من إرث والده.
2- صالح شقيق محمد بالعوجي وصاحب المناب الخامس من كامل الهنشير الذي وهبته لهم الدولة خلّف ولدا سمّاه بدوره محمد و خلّف أيضا بنتا سمّاها مسكة وهما من ورثائه وبذلك يصبح نصيب مسكة الثلث من ارث أبوها ومحمد الثلثين من ارث أبيه . وشاءت الأقدار أن يتزوّج عثمان بن محمد بابنة عمّه مسكة بنت صالح و بعد موت محمد وابنه ولغياب المعلومة الكافية في هذا الغرض وقع بيع كامل مناب صالح بن مبارك بالعوجي شقيق محمد بن مبارك بالعوجي من طرف رابح بن عثمان بصفته الوريث الوحيد لامّه مسكة وهي بدورها الوريث الوحيد لأبيها صالح و بشهادة من احمد بن علي بن محمد وصالح بن بلقاسم بن محمد و سعد بن صالح بن منصور و قع بيع كامل مناب صالح بن مبارك بالعوجي (و يعرف كذلك باسم شريط و لد محمد) تمّ بيعه الى العمايرية و نذكر منهم محمد صالح وعبدة وعمر و بلقاسم أبناء خليفة بن علي بن عمر و تمّ البيع بمقتضى حجة بتاريخ 27 افريل 1953 صحيفة عدد 235 عدد 912 .
تاريخ هذه البـيعة يعود الى سنة 1914 و بتاريخ 21 جانفي قام ولد محمد ببيع ارض أبيه الى العمايرية في ذلك الوقت بثــمن قدره 900 فرنك لمجمـــوع ثلاثة أرباع الماشية أي [7.5 هك] (معنى هذا أن كامل الهنشير يكون أربعة أرباع حذف منه الربع الذي إشتراه محمد بالعوجي وبقي ثلاثة أرباع تمّ بيع مناب ولد محمد بن صالح بالعوجي من كامل الثلاثة أرباع على الشياع من الهنشير بما في ذلك ثلث أخته مسكة ) و قام العمايرية بدفع قسط أول قدره 680 فرنك و بقي 220 فرنك لعدم توفرها وتمّ التنصيص لدى العدل على عقدة البيع ولم يتم البيع فعلا وبقيت الأرض موضوع جدال ونزاع مع العمايرية بعد أن تمكّنوا من استغلالها عدّة سنين وفي الآن نفسه يبحثون عمّن يتمم لهم البيعة لأنهم يعرفون أن الحجة التي كتبت في الماضي تنص على أن عقدة البيع وقعت ولكن البيع لم يتمّ فعلا لنقص المال المتفق عليه.
و حيث كان الجميع يعلم أن الأرض غير تامّة لشروط البيع ، إلا أنّهم كانوا ينتظرون من تتوفر فيه شروط إتمام البيع، (بحيث قال العدل للعمايرية عندما تأتون بباقي النقود أي 220 فرنك يجب أن تأتوا معكم ولد محمد ليمضي تتمة البيعة ولكن ولد محمد رحل إلى باجة خوفا من عمّه محمد (لأن البيعة مشبوهة وتضم ثلث أخته مسكة) وقبل ذهابه قال للعمايرية عندما يكون المبلغ جاهز إتّصلوا بي في باجة وسوف أذهب معكم لإتمام البيع ، و لمّا سمع العمايرية بموت ولد محمد أخرجوا له شهادة وفاة وحملوها إلى العدل لتصحيح الحجة الأولى ، عندها أخبرهم العدل بأنّ البيعة غير تامّة وقال لهم إذهبوا وابحثوا عمّن تتوفر فيه الشروط لإتمام البيع ؛ وعندما إستظهر العمايرية بالحجة إلى أبناء محمد بالعوجي رفضها عثمان لأنها غير تامّة ولم تنص على أن ثلث مسكة زوجته واضح، منعهم من استغلال الأرض وبقي يتصرّف فيها مع إخوته وبعد وفاة عثمان وبلقاسم وعلي وبوبكر أراد الأبناء (أحمد بن على و صالح بن بلقاسم ورابح بن عثمان ) حرمان محمد بن بوبكر من منابه.
قطعة مزاز البقر لمحمد بن بوبكر
عقدت جلسة عمل في إحدى الأماكن قرب الخنازير و الثعالب الدنيئة من غابة خمير تمّ التفاهم فيها على أن يتولى رابح بن عثمان دور الوريث الوحيد ، وكذلك دور البائع أو المتم لبيعة العمايرية بصفته وريث أمّه .
وتمّ البيع فعلا عن طريق رابح بن عثمان وتسلّم من العمايرية مبلغ ثلاثون ألفا تقاضى كلّ من رابح بن عثمان عشرة آلاف، و أحمد بن علي عشرة آلاف ، وصالح بن بلقاسم عشرة آلاف ، وشهد عليهم في ذلك الوقت سعد بن صالح بن منصور وهو إبن عمّتهم لأنّ خميسة بنت محمد بالعوجي تزوّجت صالح بن منصور إبن عمّها .
كما نلفت انتباه القارئ هنا و أنّ مبروكة و هنونة بنات محمد بالعوجي تزوّجتا في العمايرية وعلى ذلك المنفذ تمّت تغطية البيعة التي قام بها رابح بن عثمان و من معه لأنّ العمايرية يعتبرون أبناء عمّاتهم (لعدم إعطاء فرصة لمن يريد أن يشفع في الأرض)؛ و قد تمّ تحرير وثيقة في هذا الغرض و تعرف باسم حجّة العمايرية وهي مؤرخة في 27 افريل 1953 بمحكمة ناحية عين دراهم.
وفي ما يلي نص أصل الوثيقة كما وردت دون أي تحريف أو تغيير:
[الحمد لله هاته نسخة من بيع أرض المضمنة بدفتر شهيديه العربي بن صالح و جليسه صحيفة 285 عدد725 م 913 ع المحفوظين بخزينة محكمة ناحية عين دراهم . لطالبها عزالدين بن محمد بن بوبكر بن محمد عوجي .- نص الاصل – الحمد لله حضر لدى شهيديه المكرّم رابح بن عثمان بن محمد العوجي فلاح و ساكن بمشيخة الحمران عمل عين دراهم و أشهد انّه باع و سلّم للمكرّمين محمد صالح وعبدة و عمر و بلقاسم أبناء خليفة بن علي بن عمر القبيل عمره أعوام و الاخوة عثمان و علالة والصادق و يوسف أبناء خميس بن أحمد بن معيرش القبيل عمره أعوام و رابح بن عمار بن علي بن عمر القبيل عمره أعوام فلاحون مشيخة الحمران عمل عين دراهم جميع ثلاثة أرباع على الشياع من كامل ثلاثة قطع ارض بيضاء كائنة بهنشير الافحص من تراب المشيخة المذكورة تعرف بالغمد و الثانية بأم الجدور والثالثة بالبزينة يحد جميعهم قبلة حافّة الغابة و شرقا قسيمتها و جوفا واد سيدي فتحالله و غربا واد الطرفة انجرّ له ذلك بالارث من مورّثه في قدر جميع هكتاران تقريبا بما قدره لذلك جميع سبعة و عشرون ألف فرنك و قتية قبضها منهم باعترافه ينوب كلّ واحد منهم عثمان و من معه الثلث و ينوب محمد صالح و من معه الثلث و ينوب رابح المذكور الثلث وحده و تدرك لهم بكلّ قائم يقوم عليهم الا و قيامه عليه دونهم و حضر معه لذلك صالح بن بلقاسم بن محمد القبيل عمره أعوام 45 و أحمد بن علي بن محمد القبيل عمره أعوام 50 فلاحان بالمكان ووافقاه على ذلك موافقة تامّة و سعد بن صالح بن منصور بن العوجي القبيل عمره أعوام 44 فلاح بالمكان و شهد عليهم بذلك حال الجواز و المعرفة بتاريخ يوم الاثنين 12 شعبان و في 27 افريل سنتي 1372 هـ 1953 م على الساعة العاشرة صباحا أجره و ترسيمه و تامبره فرنكات سلّمت بطاقة نقل عدد 43 مسلّمة بقباضة طبرقة و مؤرخة في 20 جويلية 1953 فقير ربه العربي بن صالح و سي عبد الرحمان فهذه نسخة ذلك من ذلك فمن قابلها بأصلها وجدها نصّا سواء .]
إلا أنّ الخطأ الذي ارتكبه رابح بن عثمان في هذه البيعة هو أنّه باع و سلّم (كما ذكر في عقد البيع) كامل المناب وبذلك لم يبقى لمسكة (أمّه) حق أو شبه حق في الأرض . وهنا نشير الى أنّ لخضر بن محمد بن عثمان كان دائما يطالب بما يسمّى بـ الخماسة بدعوى أنّ جدّته مسكة لها مناب و نسي و أنّ عمّه رابح قام ببيع و تسليم كامل المناب للعمايرية . الخماسة هي الخمس من الورثة ويعود تاريخها إلى سنة 1914 م حيث:
تزوّج أحمد بن علي بـ عائشة بنت خميس بن أحمد
تزوّج بلقاسم بـ مريم بنت عمار بن علي من العمايرية
تزوّجت مبروكة بنت محمد بالعوجي بـ خليفة بن علي وأنجبت منه عبدة وعمر (توأمين) وبلقاسم وبعد وفاتها تزوّج خليفة بـرقيّة البوكاري وخلّف منها عثمان بن خليفة الذي سكن بباجة عنوانه طريق عمدون شارع محمد على عدد 38 ومن أبنائه الناجي الخميري يعمل عطار بالحي .
وبذلك اصبح للعمايرية العوايجية علاقة نسب وبذلك اشترط عثمان بن محمد بالعوجي إعطاء ثلث لمسكة و خماسة لرابح بن عثمان وخماسة إلى صالح بن بلقاسم و خماسة إلى أحمد بن علي مقابل سكوتهم عن إستغلالهم الأرض التي باعها لهم ولد محمد وهي غير تامّة لشروط البيع . سبحان الله الكل يعرف الخطأ ويتستر عليه من أجل حرمان أخيه من قطعة أرض يقتات منها ماذا عساه أن يخلّف مثل هذا التصرف في حاضرنا. ???
و كما أسلفنا الذكر من أنّ الجميع يعلم أنّ الأرض غير تامّة لشروط البيع ، وعمد رابح بن عثمان وأحمد بن علي وصالح بالعوجي إلى الإستهزاء واستفزاز محمد بن بوبكر رحمه الله بشأن هذه الأرض لأنهم يدركون أن محمد بن بوبكر تخاصم عديد المرات مع العمايرية بشأن الأرض وحيث عمد العمايرية في يوم ما من حجز بقرتين على ملك محمد بن بوبكر رحمه الله بدعوى أن البقرتين ألحقتا أضرارا بقطعة من القمح تعرف بحجرة عيفة ادّعى العمايرية انها على ملكهم وعند عودته من العمل بسد بني مطير شكت له أمه ضريفة بما فعله العمايرية فقام باقتحام منزل أحدهم بالقوة ولوحده وقام بتسريح بقراته وتوعد كلّ من يعترض طريقه سوءا وكان ذلك في فصل الربيع.
وفي فصل الخريف وعندما كان عائدا من عمله ببني مطير لقي احدهم ( من العمايرية) يحرث الأرض (قطعة المقارين) اقترب منه وقال له : لقد نبهتكم بعدم مرور الواد (ما عادش تقطعوا الواد) فأجابه بإستهزاء بأن الأرض لهم وضربه على رأسه بالعصى التي اللتي كانت معه فما كان على محمد بن بوبكر إلا أن لكمه لكمة طرحته أرضا ثم قام بإتلاف معدات الحرث وطرده من المكان كل هذا كان على مرئ ومسمع من أبناء أعمامه ، إشتكى به الى الجدرمية في ذلك الحين وادعى انه ضربه بحجر على جبينه (وهي في حقيقة الأمر بونية) كان أقوى منهم جسديا وكانوا يخافون منه حقاّ . وعندها قام بمنع العمايرية من استغلال الأرض بالقوة وطلب الشفاعة في هذه البيعة أو الإدلاء بوثيقة تثبت حوزهم لهذه الأرض (عند خروج التوجه الى المكان لاحظ العدل ظلم العمايرية له ومعاضدة ابناء عمه الى العمايرية إقترح العدل على محمد بن بوبكر بشراء الأرض من العمايرية [ لأن الشفعة تعطي الحق لأبناء عمه في الإرث أما الشراء فلا مجال للإرث وبذلك تم إلغاء "ثلث مسكة" و"الخماسة" لفائدة رابح بن عثمان وصالح بالعوجي واحمد بن علي ]. وتمّ نشر قضية حوزية لدى محكمة عين دراهم استغرقت سنتين كاملتين انتهت الى الحكم بأن يدفع محمد بن بوبكر مبلغ سبعة وعشرون الف فرنك الى العمايرية مقابل استرجاع الأجزاء التي تمّ بيعها على الشياع.
وفي ما يلي نص أصل الوثيقة :
الحمد لله هاته نسخة مجرّدة من حكم مدني أخرجت لطالبها محمد بن بوبكر بن محمد بواسطة الأستاذ بعيسى بن يوسف باجة . عدد النازلة 15620 . نسخة عدد 26831 .
الحمد لله صدر الحكم الاتي بيانه بين المدّعي محمد بن بوبكر بن محمد الحمراني القاطن بمشيخة الحمران عمل عين دراهم نائبه الاستاذ نقلة و المدّعي عليهم محمد صالح بن خليفة بن علي الحمراني و رابح بن عمار بن علي الحمراني و عثمان بن خميس بن احمد الحمراني القاطنين بالمكان بمقتضى الشكاية المقدمة من نائب المدّعي المؤرّخة في 29 جويلية 1953 المتضمّنة دعوى موكّله انّ على ملكه و في حوزه و تصرّفه بوجه الارث في أسلافه جميع سبعة قطع أرض كائنة بهنشير الافحص سيدي فتح الله مشيخة الحمران عمل عين دراهم وهي 1- البزينة يحدّها قبلة قسيمتها بيد صالح بن بلقاسم ومن معه وشرقا قسيمتها بيد رابح بن عثمان وجوفا جبل وغربا قسيمتها بيد صالح بن بلقاسم 2- شعبة عين أم الجدور يحدّها قبلة قسيمتها بيد سعد بن صالح وشرقا قسيمتها بيد أحمد بن علي ومن معه وجوفا كذلك وغربا وادي الطرفة 3- وادي الطرفة يحدها قبلة رابح بن عثمان وشرقا المدّعي وجوفا صالح بن بلقاسم وغربا أحمد بن علي 4- المقارين يحدّها قبلة أحمد بن علي وشرقا وجوفا رابح بن عثمان وغربا المدّعي 5- الدورة يحدّها قبلة سعد بن صالح وشرقا رابح بن عثمان وجوفا صالح بن بلقاسم وغربا المدّعي 6- ملاقي الوديان يحدّها قبلة ارض البوزينة وشرقا فرنانة الذخيرة وشعبة وجوفا وغربا واد 7- الغمد يحدّها قبلة غابة الدولة وشرقا ورثة صالح بن منصور وجوفا احمد بن علي ومن معه وغربا رابح بن عثمان ومن معه وقد عمد المطلوبون الى مشاغبته في تلك القطع يطلب الحكم بكف الشغب مع المصاريف القانونية على مقتضى القانون وبعد الاطلاع على ذلك كلّف السيد الرئيس العضو السيد الهادي بن ابراهيم بتحرير النازلة بالطرق القانونية وفي البحث حضر المطلوبون وتمسّكوا بالحوز والتصرّف لمحلات النزاع فتقرر اجراء بحث حوزي بواسطة السيد عامل عين دراهم تمّ بالصلح بين الطرفين على الصورة الآتية : وهي أن يسلّم المطلوبون للمدّعي قطع النزاع المشار اليها أعلاه وعدّة قطع أخرى وهي 1- قطعة عرقوب المطامير يحدّها قبلة قسيمتها على ملك المدّعي وصالح بن بلقاسم ومن معه وشرقا أرض محمد بن منصور ومن معه وجوفا كذلك وغربا أرض المدّعي ورابح بن عثمان وصالح بن بلقاسم ومن معهم 2- مجاز الرملة يحدّها قبلة أرض فرحات بن سويسي وشرقا أرض صالح بن بلقاسم وجوفا صالح بن بلقاسم ومن معه وغربا أرض رابح بن عثمان ومن معه 3- الطرابية يحدّها قبلة قسيمتها على ملك رابح بن محمد وصالح بن بلقاسم ومن معهما وشرقا أرض صالح بن بلقاسمو جوفا واد سيدي فتح الله وغربا ارض المدّعي وصالح بن بلقاسم ورابح بن عثمان واحمد بن علي 4- القطاعة يحدها قبلة ارض صالح بن بلقاسم وشرقا كذلك وجوفا صالح بن بلقاسم ورابح بن عثمان ومن معهما وغربا ارض صالح بن بلقاسم 5- سانية العوجي يحدّها قبلة رابح بن عثمان وشرقا أرض محمد بن منصور وجوفا صالح بن بلقاسم مع ثنية مارّة وغربا أرض رابح بن عثمان ومحمد بن منصور ومن معهما 6- دار الطبعة يحدّها قبلة أرض صالح بن بلقاسم مع غابة الدولة وشرقا ارض صالح بن بلقاسم وجوفا ارض صالح بن بلقاسم ومن معه وغربا ارض محمد بن منصور 7- حجرة عيفة يحدّها قبلة غابة الدولة وشرقا كذلك وجوفا شعبة جارحة وغربا ارض صالح بن بلقاسم ومن معه وفي مقابل ذلك التزم المدّعي بأن يدفع أربعة وستين ألف فرنك للمدّعى عليهم في 15 فيفري 1955 وعيّن نشر النازلة للجلسة العمومية الواقعة يوم الخميس 2 جمادى الثانية و27 جانفي 1955/1374 وفيها حضر الاستاذ نقلة نائب المدّعي وطلب الحكم بامضاء الصلح ولم يحضر المطلوبون وبلغهم التنبيه وبعد المفاوضة طبق القانون صرّح بالحكم الاتي وحيث كانت الدعوى في طلب الحكم بالزام المطلوبين بكف الشغب للمدّعي عن قطع النزاع المشار اليها بعريضة الدعوى مع المصاريف القانونية وحيث تمسك المطلوبون بالحوز والتصرف بكامل قطع النزاع وحيث اجري بحث حوزي على العين تمّ بالصلح بين الطرفين على الصورة المشار اليها آنفا حيث طلب نائب المدّعي الحكم بامضاء الصلح ولم يحضر المطلوبون وبلغهم التنبيه وحيث لا مانع من إمضاء هذا الصلح بين الطرفين وجبرهما على العمل بمقتضاه لذا وعملا بالفصل 1458 من المجلة المدنية وما بعده حكم مجلس باجة المتركب من رئيسه السيد الصادق الحمزاوي وعضويه السيدين بلحسن الحناشي ومحود مبارك حكما ابتدائيا بامضاء الصلح بين الطرفين وجبرهما على العمل بمقتضاه ووقع صدوره بالجلسة العمومية المذكورة على عين من ذكر من الممضين اسفله بمحضر كاتب المجلس .
وحيث تمتّ العملية كذلك و لصعوبة الظروف المادية في ذلك الزمان قام محمد بن بوبكر بيع بقرة بـ 20 دينارا وثورا بـ 27 دينارا (الثور تم بيعه بسوق الفرنانة مع إبنه زغدود) ولم يتمكن من جمع المبلغ الذي يساوي 64 ألف فرنك كما جاء بالحكم فقرر الالتجاء الى ابن عمّته خذيري بن صالح بن منصور [ أو خذيري ولد خميسة بنت محمد بالعوجي ] قصد إعانته على دفع المبلغ المتبق أي 17 ينارا مقابل تمكينه من النصف في كامل القطع التي تمّ استرجاعها من عند العمايرية. تمّ الاتفاق بينهما لفظياّ والتزم محمد بن بوبكر بأن يتنازل عن نصف القطع المذكورة لفائدة خذيري بن صالح بمقابل وحتّى يتمكن محمد بن بوبكر من تنفيذ الحكم ، وبعد أن تمّ تحرير حجة من إسقاط أرض إمتنع خذيري عن إعطاء المبلغ الذي إتّفقا عليه فما على محمد بن بوبكر إلاّ أن باع ما لديه من حيوانات (تشاجر على إثرها مع والدته ضريفة لأنها كانت تعارض بيع الحيوانات التي كانت كما يقال "تؤنسها" وتيبع منهم وقت الحاجة ) باع ما لديه ودفع المبلغ المذكور بالحكم وتسلم وصل في دفع المال يؤكد تنفيذ الحكم الصادر.
ويمر الزمان الى سنة 1992 وعلى إثر خصام مع أحمد بن على تم على إثره إسترجاع كل المناب الذي باعه العمايرية لمحمد بن بوبكر عندها قام خذيري بدفع
الـ17 دينارا لمحمد بن بوبكر مقابل تمكين أبنائه من منابهم [عندها كان محمد بن بوبكر يقطن تونس العاصمة]
وفي ما يلي نص أصل الوثيقة :
الحمد لله - هاته نسخة من اسقاط مضمّنة بدفتر شهيديه احمد بن يوسف الخميري وجليسه صحيفة 34 عدد78 م 141 ع المحفوضين بخزينة محكمة ناحية عين دراهم .
[نص الاصل : الحمد لله حضر لدى شهيديه المكرّم محمد بن بوبكر بن محمد الحمراني عمره أعوام 44 فلاح بمشيخة الحمران عمل عين دراهم وأشهد أنّه أسقط نفعه واستغلاله للمكرّم خذيري بن صالح بن منصور القبيل عمره أعوام 40 فلاح بمشيخة الحمران عمل عين دراهم جميع النصف من كامل أربعة عشر قطعة أرض بيضاء كائنة بهنشير سيدي فتح الله تراب المشيخة والعمل تعرف بـ: قطعة البزينة وحجرة عيفة وعين ام الجدور وقطعة الطرفة وقطعة المقارين وملعب الجبانة وملاقي الوديان وقطعة الجبانة أيضا وعرقوب المطامير وقطعة الدورة والقطاعة وسانية العوجي والغمد وشعبة دار الطبعة شهرتهم كافية عندهم وعن بحث التحديد في قدر هكتارين تقريبا على الشياع انجرّ له بالإرث وبالشراء من محمد الصالح بن خليفة ومن معه الاسقاط التام لقبضه منه جميع خمسة و ثلاثين الف فرنك باعترافه الاعتراف التام وحضر المشتري واشترى ذلك بذلك معترفا بالرؤية و التقليب والرضى والحوز من التاريخ شهد عليهما بذلك حال الجواز والمعرفة بتاريخ الساعة الحادية عشر صباحا يوم الاثنين الواحد والعشرون جمادى الثانية والرابع عشر فيفري 1375/1955 تلي عليهما علنا بمحضر الجليس بطاقة نقل عدد 30 فهاته نسخة ذلك من ذلك فمن قابلها بأصلها ألقاها نصّا سواء ا.]
كتابة بطعم الملح :
حيث تصرّف في الأرض التي اشتراها بماله سنة واحدة، وفي السنة الموالية 1956 أجبره أحمد بن علي وصالح بن بلقاسم على إعادة القسمة ودمجها ضمن ما يسمّى بورثة الجد بالرغم من أنه اشتراها بماله باللإشتراك مع خذيري . خاصمهم بقوة نظرا لحبه الشديد للأرض وحب الملكية لها حقا إنه كان مجاهد من أجل أبنائه ورفع ضدّهم قضايا الى محاكم سوق الأربعاء (جندوبة) إلا أنّ خذيري لم يقدم له المساعدة المادية لمواصلة القضية حيث تم تخديره وقالوا له بأن المال الذي ستدفعه الى محمد بن بوبكر سوف يشتري به الأرض في الشواولة بجهة سوق الخميس (بوسالم حاليا) وبعد مداولات القضية أفضت الى الحكم بعدم سماع الدعوى، لعدم قدرته على دفع معاليم التوجه (عندما يحضرون الجلسة يقولون بأن محمد بن بوبكر يندعي عليهم وأرضه تحت تصرفه وعند العودة الى الدوار يمنعونه منها) فما كان عليه إلا أن يسلّم أمره لله وتركهم يتصرّفون فيها كما أرادوا.
وشاءت الأقدار ان التقى أحد أبناء محمد بن بوبكر مع خذيري بن صالح سنة 1992 عندما بدأ أول خصام على الأرض بعد الوالد ، وعندما لاحظ خذيري أنّ القضية المنشورة نتائجها إجابية قام بإرسال مبلغ سبعة عشر دينارا بعنوان دين لمحمد بن بوبكر مقابل خصام على الأرض في الخمسينات.
إلا أنّ الظروف التي كان يعيشها الناس في ذلك الوقت (الخمسينات) من انكماش وقلّة الوعي جعلت البشر لا ينظرون لبعضهم إلاّ من خلال مكاسبهم ومن خلال النجاحات التي قد تتحقق للبعض منهم أو حتى من له أكثر أولادا ومن ذلك المنطلق تقوم سيطرة البعض الأقوى على البعض الأضعف . و لمجرّد الذكر عندما يمتلك أحد سلاحا من نوع البندقية قصد ممارسة هواية الصيد كان البعض الآخر يترصد و يبذل كل ما في وسعه من أجل إتلاف هذا السلاح وان المثال ينطبق على محمد بن بوبكر عندما اشترى بندقية صيد لممارسة هواية الصيد البري وخاصّة صيد الخنزير الوحشي فما كان على سعد بن صالح بن منصور إلا أن بلّغ عنه (جدرمية) المستعمر في ذلك الحين و تمّ حجزها نهائيّا .
أما المثال الآخر هو عندما تقابل محمد بن بوبكر مع عمّه بلقاسم بن محمد العوجي وأعطاه مائة فرنك مقابل أن يدرجه معه لشراء أرض ما يعرفون بالقواسم (أي بلقاسم شقيق محمد بالعوجي) مسك منه المبلغ وقال له هذا المبلغ كنت أريده من أبيك بوبكر، فأجابه هذا أمر بينك انت وأخيك فما دخلي أنا ?? . لم يشركه في شراء الأرض ولم يرجــــع لــه ماله. فهذه الأمثلة ماذا عساها أن تخلّف يا ترى …؟؟؟
ان المواجرية ليس لهم مناب ما بين الوادين أي واد فتح الله و واد السبعة الرقود الا أنّ التاريخ يروي احدى القصص ؛ يقول أن بوناصري يملك دكان تجارة وكان يقوم بمد العوايجية ببعض المواد الغذائية في ذلك الحين اضافة الى الشاى و السكر وهما البضاعة الاكثر رواجا في ذلك الوقت الى أن عجز بلقاسم بالعوجي وعلي بالعوجي عن تسديد ديونهم فما كان عليهم الاّ أن أعطوا الأرض في مقابل شطب ديونهم، وكان دخول المواجرية الى هذه المنطقة بتلك الطريقة المؤسفة بالرغم من أنّ كل الوثائق المتوفرة لم تورد ذكر أي أجنبي داخل الحدود المذكورة وهي واد فتح الله واد سبع الرقود (الطرفة) وحافة الغابة.
أبرم عقد البيع بين بلقاسم بن محمد بالعوجي وأهل محمد الهادي بن صالح الماجري (شهر صالح قرّوج)، بدأ المواجرية يحرثون عود الزعرور، وفي يوم ما تشاجر المواجرية مع أحمد بن علي فأتفق مع أبناء عمّه وقاموا بطردهم بعد أن عوّضوا لهم مناب قرب جامع فتح الله وهم يتصرّفون فيه الى يوم الناس هذا.
وحيث أنّ الشخص يقاس إّما بماله أو بعدد الأبناء الذين يعتمد على كثرتهم في المعارك والخصومات التي تنشب من حين للآخر ، و حيث كان محمد بن بوبكر وحيدا في ذلك الحين بعد أن خلق مع مجموعة من النساء و قد كان كلّ الناس يعاملونه بكل قساوة لأنه وحيد وعلى أساس المنهزم و بذلك كان بدوره يتفادى لقائهم و تجمعاتهم و قد روى في حياته أنّه لم يأخذ يوما حبلا و قاس مع أبناء عمه شبرا من الأرض و بذلك اصبح طعما سهلا في أذهانهم ونمت هذه الفكرة المريضة و عاشت الى حدود التسعينات من العقد الماضي و بالتحديد الى سنة 1992 عندما سولت لبخوش و والده احمد بن علي أنفسهم التطاول على إحدى قطع ارض محمد بن بوبكر و التي كان قد سلمها في أيادي فرحات بن حمادي لحفظها و استغلالها لفائدته و حيث سولت لهم أنفسهم افتكاك القطعة و التي تعرف بالرقوبة قرب البئر الذي حفره بخوش بن احمد فوق أرض محمد بن بوبكر وأرادا بخوش و والده أن يستعيدا ذكريات السنين الماضية لمدى عنفهم وجبروتهم إلا أن ما كل مرة تسلم الجرة وكانت الدائرة عليهم .
في الخمسينات كان محمد بن بوبكر يعمل بسد بني مطير من اجل الحصول على لقمة العيش له ولأبنائه ودعم مكاسبه وكذلك تفاديا للقاء هاته المجموعة والعمل معها بحضائر الغابات. إلا أن مكاسبه سببت له بعض المشاكل حيث تآمر عليه أبناء صالح بالعوجي منهم الشادلي بن صالح وأحمد بن عمارة و قاموا باعتراض بقرة وقاموا بدحرها عنفا داخل شعبة وتسمى شعبة عين أم الجدور و قاموا بطعنها بسكين و تركوها تلفظ أنفاسها وهي تموت ببطء [ أهناك ما أبشع من هذا ]I شيء لا يصدق لكنه حقيقة و قد سجلها التاريخ. ولعلمكم أن البقرة تركت عجل صغيرا عمره أسبوع بالبيت ؛ ولمجرد الإعتبار وليس من باب الذكر فقد سقط الشادلي في بئر بجهة بوسالم وتوفي فيها أما أحمد بن عمارة فهي يعاني من عديد الأمراض (في أعينه وفي المجاري البولية ، ضغط الدم والسكري...) وقد تزوج إمراة أخرى بعد وفاة عزيزة (مشهورة بالسحر) وقد أطردته إبنته زكية ولم تعد تعتني به فادعوا الله العظيم ان يجيرنا مما فعل السفهاء منا.
وقد روى في حياته أن صالح بن بلقاسم عمد الى أكل كتلة من التراب "طوبة" في إحدى عمليات قسمة الأرض وذلك جوابا على سؤال قاله محمد بن بوبكر لماذا تقوم بمد الحبل أكثر من اللازم عندما تقوم بعملية القيس في منابي وتغله إليك عندما تقيس منابك هل أنت ضفدعة تأكل التراب ؟ فما كان على صالح إلا أن قال له نعم و قام بأكل الطوبة أمام كل الحاضرين، ففرّ من قربهم ضمانا لحياته... كما أن قسمة الأرض تعاد كلما لوحظ أن مناب محمد أعطى انتاجا اكثر من الآخرين و لو أدى ذلك الى القسمة أكثر من مرة في السنة . وفي خظمّ هذه التطورات و المواقف ما كان على محمد بن بوبكر إلاّ التفكير في الفرار من ذلك المكان الى حيث يلقى السلم و الاستقرار، ولكن هل يفر هكذا دون الثأر لنفسه وكسر ما يسمى" الغلبة" ما الحيلة يا ترى لقد وجدها هل تعرفون ما هي ؟؟ أقولها اليوم هي : قتل احمد بن علي و رمييه داخل مردومة فحم ثم يهاجر، و حيث تمكن من شراء بندقية صيد أخرى و ضرب أخماسه في أسداسه و بدأ يخطط متى وكيف؛ إلا انه لا يفوتنا ان نذكر وأن زوجته شهلة كانت على علم بالموضوع فكانت تراقبه باستمرار، وذات ليلة من ليالي الشتاء البارد والمظلمة أدركته زوجته شهلة بالتسلل وهو ماسك البندقية بيده، إنقضت عليه باكية إلى أن إستيقظ إبنه الوحيد والأكبر آن ذاك زغدود والحمد لله كان الله دائما في عونه ونجاه من ارتكاب جريمة لن يغفرها التاريخ له؛ أستعوذ من الشيطان الرجيم و دعا أمره لله.
إلا أن الغريب في هذه القصة هو انه اتضح و أن احمد بن علي و حميدة بن صالح وعبد العزيز بن صالح كانوا يخططون لقتل محمد بن بوبكر حيث أن كل واحد يتربص بالأخر والسؤال هنا كيف عرف كل واحد منهم انه يريد قتل الآخر بالرغم أن وكالة الاستخبارات الفدرالية في ذلك الحين كانت غائبة .
كان من المعتدلين في ذلك الحين حمادي بن بلقاسم [ فينتش كنتش] عبارة كان دائما يرددها لتركيز كلامه و كسب الثقة في نفسه قبل النطق؛ شهر بهذه العبارة لأنها كانت تسبق كل حادثة أو عبارة تدل على القوة و الأمر من طرفه .
وكان حمادي بالعوجي اقل الناس كرها إليه و كان يسعى لحل الخلافات إلا أنّ أخاه صالح بن بلقاسم بالعوجي كان دائما يقف ضدّه و يوجهه الى الغلط ، وفي ذلك الحين كان خميس بن بلقاسم و محمد صالح بن بلقاسم من المحرومين حتّى من النقاش داخل هذه المجموعة فما كان عليهم سوى الفرار والهجرة الى ما يسمّى" الدخلة" دليل الخير و البركة حيث استقر بهم الأمر في إحدى ضواحي مدينة باجة ( قرية حمام سيالة بهنشير الدمينة ) و المثير هنا أنّ كل من غادر ذلك المكان أي الافحص أصبح ينعم برغد العيش و الطمأنينة والتحلي بالخلق الحسن وقد روي على يونس انه قام بسرقة حجة كان كتبها والده لأخوه إبراهيم حتى يتمكن من كسب بندقية الصيد ويدلي بها على أساس انه فلاح وقاطن بالحمران حيث سرقها منه يوم وفاته (يا للعجب).
حماي بالعوجي مع إبنه يونس يرعيان البقر في قطعة القنطرة ويظهر من الخلف المسكن القديم لحمادي بالعوجي
3- سويسي بن مبارك شقيق محمد بالعوجي خلف من الأولاد و البنات فرحات، على، فرهودة، ربح ؛ ومن أتباعه أيضا عثمان وحسن إلاّ انّ فرهودة وشقيقتها ربح قامتا ببيع منابهما لأبناء بلقاسم بن محمد العوجي
وفي ما يلي نص أصل الوثيقة:
[الحمد لله ذكرت شهيديه المرأة اليم ربح بنت سويسي بن منصور الخميري الحمراني عمرها اعوام الساكنة بمشيخة احواز سوق الخميس وشقيقتها فرهودة بنت سويسي المذكور عمرها اعوام الساكنة بمشيخة الحمران عمل عين دراهم انهما كانا شاغبا المكرّمون الاخوة صالح وحمادي وخميس ومحمد صالح ابناء بلقاسم بن محمد الحمراني عمر الاول أعوام والثاني أعوام فلاحان بمشيخة الحمران عمل عين دراهم وابن اخيهم احمد بن عمارة بن بلقاسم المذكور عمره اعوام فلاح بالمكان في جميع منابتهما على الشياع من كامل عشرة قطع ارض بيضاء كائنة بهنشير الافحص من تراب الحمران المذكورة تعرف الاولى بالكريمة والثانية بفتح الله والثالثة بالدورة والرابعة بالغمد والخامسة بأم الجدور والسادسة بعرقوب المطامير والسابعة بالمرجى والثامنة بالطرفة والتاسعة بالمقارين والعاشرة بسانية العوجي يحد جميعهم بذكرهم كاف الزينة وشرقا أرض المتاتشية والشويات وجوفا واد جارح مع فتح الله وغربا واد جارح مع السبعة الرقود ويمتد الحد قواما الى أن يتّصل بعرقوب الرتبة في قدر هكتار ونصف تقريبا انجرّ لهما بالارث من مورثهما وبعد كون ذلك كذلك اشهدتا الذاكرتان المذكورتان انهما اسقطتا المشاغبة في جميع منابتهما من كامل القطع أعلاه للاخوة و من معهم المذكورين اعلاه الاسقاط التام الذي لا بعده مطلبا ولا قيام طال الزمان او قصر وبسؤالهم عن قيمة ذلك اجابوا بأنّ قيمة المناب المذكور بسوم جميع اربعة الف فرنك وقتية قبضاها باعترافهما وأبرآهم من ذلك براءة تامّة وحضر صالح و حمادي المذكورين وقبلا لأنفسهما ومن معهما قبولا تاما معترفين بالرئية والتقليب والرضى بذلك الرضى التام وشهد عليهم بذلك حال الجواز وعرّف بمن لا يعرف على الغير المكرمين الشيخ بلقاسم بن احمد بن عمارة القبيل عمره اعوام وعلي بن الحاج مبارك بن محمد القبيل عمره اعوام الاول شيخا بالمكان والثاني فلاح وساكن اين ذكر بمعرفتهما بتاريخ يوم الاثنين الثاني والعشرين من قعدة عام ستة وستين و ثلاثمائة والف والثالث عشر اكتوبر سنة سبعة واربعين وتسعمائة والف [ 13/10/1947 ] على الساعة الاولى بعد الزوال. [مسجل بقباضة طبرقة عدد177 في 13 اكتوبر 1947 ] .]
4- بلقاسم بن مبارك شقيق محمد بالعوجي؛ خلّف محمد الذي بدوره خلّف ولدان وهما السبتي وبن عيسى ، السبتي لم يخلف أولاد وانتقل الى سوق الخميس أين يعمل ساعي بريد ببوسطة سوق الخميس (بوسالم حاليا) وقام ببيع منابه الى أبناء بلقاسم بن محمد (أولاد ولد عمه)؛ أما بن عيسى يجهل تاريخه و الأرجح أنّه توفي قبل أن يتزوج.
وفي ما يلي نص أصل الوثيقة:
الحمد لله حضر لدى شهيديه المكرّم السبتي بن محمد بن بلقاسم الحمراني القبيل عمره اعوام صناعته موزّع للبريد ببوسطة سوق الخميس وأشهد أنّ القطعة التي كانت مسوغة .... المرحوم بلقاسم بن محمد بن العوجي القبيل الاتي ذكرها وتحديدها وتعرف بأم الجدور بهنشير الافحص مشيخة الحمران يحدّها قبلة البوزينة وشرقا فرنانة الذخيرة وجوفا وغربا واد جارح بذكره الذكر التام وبعد ذكره لذلك كذلك أشهد الذاكر المذكور أنّه باع وسلّم في نصف القطعة المذكورة بتحديدها المذكور للاخوة عمارة وصالح وحمادي وخميس ومحمد صالح أبناء المرحوم بلقاسم بن محمد بن العوجي المذكور بثمن قدره ألف فرنك وسبعمائة فرنك وخمسون فرنكا اعترف البائع المذكور بقبض جميع الثمن اعترافا تاما قبض الثمن وسلّم لهم في المثمن ولم يبقى له في نصف القطعة المذكورة المحدودة اعلاه حقّ ولا شبه حقّ ولا علاقة ولا تباعة ولا حال من الاحوال البتّة نافيا الدعوة ... والجهالة ... وحضر معه لذلك المكرّمون عمارة وصالح وحمادي المذكورين الشارين بمقتضى مالهم من الحوز المذكور بطالعة هذا الرسم وقبلوا منه ذلك بذلك لهم وبرضاهم المذكورين معترفين بالرؤية والرضى والحوز المذكور وشهد عليهم بذلك حال الجواز والمعرفة ... المذكورين وممن عرّف بالبيع المذكور على عينه المكرّمان سعد بن العايش بن ابراهيم الحمراني عمره أعوام ومحمد بن خميس بن صالح بن بوزيان القبيل عمره أعوام فلاحان وقاطنان بمشيخة الحمران بمعرفتهما على الساعة التاسعة والنصف من يوم الاحد الثالث عشر شعبان عام تسعة وخمسين وثلاثمائة وألف والخامس عشر سبتمبر سنة اربعون وتسعمائة وألف [ 15/09/1940]. [مسجلة بقباضة طبرقة بتاريخ 19/11/1940 ].
5- منصور بن مبارك بالعوجي شقيق محمد بالعوجي خلّف من الأولاد صالح وابراهيم ومحمّد الذين خلّفوا كل من سعد وخذيري ورابح وعمهم ابراهيم ومحمد (الناجي بن ابراهيم بن منصور مات قديما وقد خلف محمد بن منصور المسمى كريم ، حيث نزوج كريم بالمسمات مهنية وهي تسكن بالصخيرة بجهة بوسالم) هؤلاء تصرّفوا في منابهم دون التفريط فيه وبذلك ليس لديهم وثيقة تدل على انتقال الملكية وفي نظر الطامعين في منابهم يقولون أن من لا يملك وثيقة فليس له مناب معنا و السؤال يطرح هنا من أين لكم هذه الأرض? ? ? ومن أتى بها أول من تصرّف فيها ?? .
نعود لمحتوى القصّة ، تتالت الأيام و الشهور و السنين وما كان على هؤلاء المجموعة من الإرهابيين إلاّ ان تعمّدوا إدخال ما شراه محمد بن بوبكر بماله الى الإرث وأعادوا قسمته بينهم كما شاءوا كان صبورا، قام بنشر قضية أولى لدى محكمة الناحية بجندوبة ضد أحمد بن علي و رابح بن عثمان بتاريخ 17 نوفمبر 1958 مسجلة بالدفتر المدني عدد 215 وعند مثولهم أمام القاضي أنكر كلّ واحد منهم ما نسب إليه و تمسّكوا بأنّهم بريئين من هذه الاتهامات ؛ أمر القاضي بتوجه على العين لم يكن محمد بن بوبكر يملك النقود الكافية وبعد أن رفض خذيري تقديم المساعدة بالرّغم من أنّه شريك في العقار؛ فما كان منه إلا أن أسلم أمره لله وحكم القاضي بعدم سماع الدعوى بتاريخ 23 مارس 1959 وبقي الإرهابيون يتصرّفون في الأرض تصرف المالك في ملكه؛ وما كان على محمد بن بوبكر إلاّ أن يرحل ويهاجر إلى المقانين قرب مدينة بوسالم و استقر هناك وترك أمّه [ضريفة ] و بعض أبنائه الذين مازالوا يزاولون دراستهم بمدرسة الحمران، و بقي يزورهم من حين لآخر، رحيلا كان مجبر عليه .
غادر محمد بن بوبكر كرها المكان سنة 1960 و انتقل الى جهة المقانين ببوسالم وترك ورائه أبنائه و والدته ضريفة بنت علي بن عياد البوسعيدي وذلك بعد أن أخذ بنصيحة صهره القديم محمد بن أحمد الذي أبلغه بأن أولاد عمه يتربصون به لقتله أو أن يقوم هو بقتل أحدهم وبذلك تترك زوجتك وابنائك الصغار داخل مجموعة تكن لهم العداء والكره لعله بغيابه عن المنطقة تنطفئ نار الحقد و الكره .
الصورة تظهر صالح يركب الحصان الأحمر وإلى جانبه صليحة أما البنت الصغيرة فهي صبيحة بنت سعد بن صالح بن منصور (لا ندري فيما تتعجب)
هي ليست في حقيقة الأمر بنصيحة بل هو دور لعبه آنذاك كل من صهره القديم محمد بن احمد اصيل واد البلوط وصهره الثاني عبد الرحمان بن الصيفي البوسعيدي واحمد بن كبير والذيب بن رابح وبخوش بن مصباح بوسعيدي وكانت اخت محمد بن بوبكر وهي خميسة لها الدور الأكبر في العملية مع العلم وان عبد الرحمان بن الصيفي البوسعيدي واحمد بن كبير والذيب بن رابح وبخوش بن مصباح ومحمد بن بوبكر كلهم ابناء خالات حيث نرجح ان هذا الدور قد اصطنع بدعوى ان هناك ارض بجهة المقانين على ملك اولاد علي بن بوذينة يبحثون عمن يعمل فيها بـ"الظهر" وفي الحقيقة يريدون حماية ابن خالتهم أي محمد ولد ضريفة بنت علي بن عياد البوسعيدي.وقد كان الذيب وبخوش كلما مروا من جهة العوايجية إلا ويقولون لهم "ردوا بالكم على خالتنا ضريفة" وخاصة عندما اشتد الحقد والكراهية مع مرور الأيام . وحيث كان محمد بن بوبكر دائما يتحاشى ابناء عمه وكان أكثر عمله مع اولاد بوسعيد (خدمة Traverses ) لأن اولاد بوسعيد يحمونه من شر العوايجية والشخص الوحيد الذي يرافقه للعمل مع اولاد بوسعيد هو حمدة بن احمد بن علي.
كان العوايجية والعمايرية كذلك يخافون محمد بن بوبكر خوفا من اولاد بوسعيد وخاصة منهم احمد بن على الصغير (شهر المش) ومختار ولد صالح بن علي وعنتر واولاد محمد صالح بن رابحة . وهكذا انطلت عليه الحيلة وانطلق الى المقانين صحبة اولاد خالاته حيث عمل لمدة سنة واحدة بالمقانين ورجع الى الشواولة اين استقر قرب اولاد بخوش حيث اشترى حوالي ثلاثة هكتارات أرض بالشواولة وهكتارا آخر بجهة بلطة قام بشرائه محمد بن أحمد (تزوّج محمد بن أحمد بـ زعرة أخت محمد بن بوبكر وسكن بواد البلوط فأعطاه محمد بن بوبكر 88 دينارا لشراء الأرض ؛ اخذ المال ولم يشتر الأرض وأرجع محمد بن أحمد لـ محمد بن بوبكر 30 دينارا فقط وأتلف الباقي) تصرّفات كلّها تفسّر مدى التعلّق بالأرض وحبها والإصرار على ملكيتها لأنه يدرك تماما أن في خدمتها يضمن قوته وقوت أبنائه. بقي محمد بن بوبكر يزور أبنائه بالحمران ويطعمهم ويكسوهم فكانوا من الناجحين في دراستهم(آنذاك زغدود عمره 12 سنة وعمار بالسنة الأولى إبتدائي وعمره 6 سنوات ومبروكة رحمها الله ) وحيث بدا زغدود معركته مع الحياة منذ نعومة أضافره وتولى مقاليد الحياة اليومية من حراسة وحش القرط وجمع المحصول حيث كان أحسن خلف لأحسن سلف . من جديد خلقت فكرة النقمة والحسد، ليس الحسد على الغنى بل الحسد على أنّ أبناء محمد بن بوبكر كانوا من المتفوقين في دراستهم وملتزمون بمواصلة المشوار مع ابيهم بالرغم من بعد والدهم عليهم، وبدءوا يخططون لجرائم أخنى عليها الدهر و ورثوا بنودها ومقاييسها على اسلافهم ربّما تطفئ نار حقدهم وكرههم وأرادوا شرا بمن ترك و رائه و الرواية هذه المرة مصيبة اكبر وهي إضرام النار في الكوخ وحرق أمتعة أبنائه و قوت يومهم . ومن فعلها في ذلك الحين ؟ ارهابيّ آخر يظهر على الساحة أنه منصور بن صالح بن بلقاسم شقيق من قتل البقرة. لماذا؟ البعض لا يعلم !!! ومنصور يعرف ؟ عساه يجينا الآن .
الصورة على اليمين تظهر جانب من الكوخ الذي تم حرقه وبجانبه صليحة وعزالدين
صورة فضائية لمنطقة الحمران مأخوذة من بنك المعلومات : Google Earth Maps
وفي سنة 1979 بعد حرق الكوخ و الأمتعة ، كنت من الحاضرين على الجريمة كان الطقس باردا (أواخر الخريف) كنت وأختي صليحة ومنجية نبكي حظّنا وعندما يشتدّ البرد كناّ نقترب من النار التي تأكل الكوخ للتدفئة . قرر ترّحيلنا وعندها لم يجد من يرتاح له ليأمن عنده ملك الجد كما يقال سوى إحدى النفوس التي هي أهون من الأخرى و هو فرحات بن حمادي مقابل كراء سنوي قدره خمسة وعشرون دينارا لحوالي خمسة هكتارات من الأرض الصالحة للفلاحة، أهناك أبخس من هذا؟ أي خمسة دنانير للهكتار الواحد وفي السنة!!! يا للعجب !!! .
نقل أبناءه الى الشواولة أين استقر معهم على الأرض التي إشتراها بمعرفة بخوش البوسعيدي، وكان قد تناسى أرضه بالحمران لبعض السنين حتّى سنة 1981 حين قرّر ان يرتاح ويتم حياته مع أبنائه انتقل الى تونس العاصمة وأستقرّ بباب الجزيرة بنهج سيدي بومنديل ثم الى المروج وفي سنة 1988 زار بيت الله الحرام وتفرّغ للعبادة .
الحاج محمد بن بوبكر عند وصوله بمطار تونس قرطاج ومعه صالح ومنجية
الحاج محمد بن بوبكر وهو واقف على جبل عرفات بمكة المكرمة
إلى أن انتقل إلى جوار ربّه يوم 25 ماي 1998 ودفن بمقبرة فوشانة في ضواحي العاصمة، إلى جانب إبنته مبروكة رحمهم الله جميعا .
19 أفريل 1995 تم تقدّيم طلب إلى والي جندوبة للحصول على شهادة حوز للعقار الذي بيد محمد بن بوبكر وبعد أن أجري البحث من طرف أملاك الدولة تمّ الرد على المطلب بالرفض وذلك استنادا إلى المعلومات التي قدّمها فرحات بن حمادي إلى أعوان أملاك الدولة مفادها أنّ محمد بن بوبكر لا يتصرف في عقّاره وكانت النّية خلف ذلك هو التملك أو النكران لصاحب الأرض الذي منحه الثقة التامّة للحفاظ عليها . كنت لا أعير هذا الأمر أي إهتمام ولكنّه في مضمونه يحكي قصصا للجيل ويفسّر إستراتيجية معمّقة ومدروسة لا تختلف على باقي الإرهابيين من حيث النوايا السيئة .
وتمر ّ الأيام و السنين وبدأت تراودني هواجس حول معنى هذه التصرّفات ، خاصّة عندما كان فرحات يزور والدي وهو معي بعين دراهم يقضي فترة الصيف ، كنت أسمع حديثا من الجانبين جلب انتباهي لأني كنت أسمع من والدي وأّنّه دائما ينصح فرحات بعدم المجازفة من حيث تغيير حدود الأرض أو تكسيرها عند الحراثة ؛ إلاّ أن فرحات كان يميل الى فكرة التوسع والاستيلاء؛ شاءت الأقدار وانطلقت القصة مع أحدهم في سنة 1992 ، عندها كانت بداية نهاية العصر الحجري بداية غرامي وحبي للأرض وبدأت محاربة الإرهاب وكأن التاريخ يعيد نفسه في يوم من أيام خريف سنة1991 قدم فرحات بن حمادي الى مدينة عين دراهم و أعلمني و أن احمد بن على و ابنه بخوش منعوه من إستغلال إحدى القطع التي سلّمه إياها محمد بن بوبكر منذ سنة 1979 بدعوى أن لـه مناب فيها .
كنت عبارة عن صفحة بيضاء لا سواد عليها ، كنت أنظر الى تلك البشر وأنّهم أبناء عمّ وأجداد تحوّلت على عين المكان و أنا فخور بنفسي وأنّي سوف أزور مكانا نشأت فيه وقضيت أيام الطفولة هناك بكلّ ما فيها من براءة ولامبالاة عندما كناّ لا نعير أي إهتمام لأي خلاف بين الكبار وكانوا لا يحدّثونا أصلا عن محتوى الخلافات، وكأنه شيئ مقدس أو مختصر على الكبار فقط كنا نقدر الكبير ونحترم الصغير، كانت عبارة "دادا" فلانة و"بابا" فلان و"جدّي" فلان هي الطاغية على ألسنتنا نمت فينا هذه الكلمات ولا نعرف سوى أنها للإحترام والتقدير.
تحوّلت ويا ليتها ما كانت . وبوصولي وجدت المطلوب يتنزّه وباقترابي منه وبعد السلام قلت له لقد أعلمني "بابا" فرحات وأنك منعته من إستغلال قطعة الرقوبة يا "جدّي" أحمد؟ فأجابني بكلّ إستهزاء !!! من أنت ؟ بالرغم من معرفته الشديدة لي فقلت له أنا إبن فلان؛ فقال انّ أباك كان قد افتك مني جزء من هذه القطعة؛ فاجبته و متى ذلك فأنا منذ أن خلقت لم أرى أبي يوما قام معكم بعملية قسمة للأرض؟ قال لي بكلّ تهكم انت لا تعرف شئ إذهب وآت بأبوك !!! .
ما كان منّي إلا أن رجعت أدراجي و خيبة الأمل أخذت مني نصيبا، راجعت ذاكرتي أحسست بنوع من الذّل، لم أقبل هذا التصرف البتة ؛ قلت في نفسي لماذا يعاملني بهذه القسوة، هل هذا لمجرد صغر سني كيف يقبل التحدث مع ولد صغير مثلي؛ لا بل يريد أن يتحدّث مع والدي ؛ ثارت في نفسي زوبعة من الشكوك إلتجأت إلى أحد أقاربي وهو السيد يوسف بن الصادق الغريبي لأستشيره بعد أن ضاقت نفسي ؛ طلب مني أن أرفع الأمر إلى والدي وهو سيحدد الموقف الرسمي من القضية.
كان الأمر كذلك ، وعندها كانت بدايتي مع المحاكم توجهت الى مركز الحرس بعين دراهم وقدّمت شكوى ضد بخوش بن أحمد بن علي؛ أدليت بأقوالي و انصرفت بعد ان أعلموني وأن القضية ستحال الى قاضي الناحية بعين دراهم و بعد ذلك قام أعوان الحرس بعين دراهم بالبحوث اللازمة وكما جرت العادة مع والدي و عند تحول أعوان الحرس على عين المكان فرح بهم بخوش استقبلهم حسن الاستقبال وآنا لا ادري وتمّ تحرير المحضر على عين المكان ثمّ رفع الى قاضي الناحية وجاء يوم الجلسة وكليّ فرحة و أمل على أن أسترجع حقّ والدي فماذا كان الحكم يومئذ " حكمت المحكمة بعدم سماع الدعوى" يالها من صاعقة نزلت علىّ ، خرجت و جلست على مدرج المحكمة أفكّر ماذا عساي أن أفعل و بعد لحظات وقف أمامي بخوش و قال لي يا ولد أنت مازلت صغيرا لا تدرك هذ الاشياء ثمّ إنصرف.
سألني أحد كتاب المحكمة عن مشكلتي وهو السيد علي البوزيدي أصيل منطقة حمام بورقيبة وبعد أن شرحت له الموضوع قال لي أنت ستصبح أحد الزبائن الذين يزورون المحكمة باستمرار من هنا فصاعدا؛ قالها في شكل نصيحة ولكني أعيشها حقيقة منذ 1991 وإلى تاريخ يومناهذا والقضية تلو الأخرى وما تزال المسيرة مستمرة و الله أعلم.
انتظرت انتهاء الجلسة ودخلت على القاضي لمكتبه و طلبت منه استفسارا عن معنى هذا الحكم فأجابني و أنّ التقرير المقدم من طرف أعوان الحرس الوطني بعين دراهم لا يعكس ما أقول بل أنا مطالب بكف شغبي عنه ونصحني بإعادة القضية من جديد وأن أشير في مطلبي إلى تعيين توجه على العين . وكان الأمر كذلك ، وبعد أن أرسل إليه إستدعاءا لحضور الجلسة من جديد، إتصل بي مسرعا وطلب مني أن أتراجع عن شكواي مقابل تسليمي قطعة الأرض محل النزاع، رفضت هذا العرض تنفيذا لتوصيات والدي بحيث هو صاحب القرار و لست أنا وبعد أسبوع بدأت الزيارة تلو الأخرى من بعض الأشخاص من جهة الحمران (عمدة المنطقة ورئيس شعبتها وبعض الناس الآخرين يرغبون إسقاط هذه القضية) فكان الرفض هو الجواب وفي أثناء ذلك كان والدي يدارسني كل نهاية أسبوع عن تاريخ هذه الأرض ويجيبني عن كل الأسئلة التي تخطر ببالي أو عساني أتعرّض إليها؛ وبقيت الأمور على حالها الى يوم الثلاثاء 23 جويلية 1992 عندما توجهت صحبة قاضي الناحية وخبير فلاحي و أخي زغدود على العين وكان كل الناس في انتظارنا .
وأمام كل الحضور اعترف بخوش ووالده أحمد بالخطأ الذي ارتكبوه والشغب الذي أثاروه ، وفي الحين طلب القاضي إبرام الصلح إلاّ أنّني رفضت الصلح وطلبت كفّ شغبه عن الأرض ، وبعد أن تحولنا الى منزل السيد الطاهر بن عيسى المتيشي للغداء التحق بنا بخوش وهو يذرف دموع الندم ولا أدري هل هي كذلك أم لا؟؟ ؛ وبوصوله طلب المعذرة والصلح بعد أن أدرك ماذا ينتظره عند صدور الحكم ، تدخل كلّ الحضور لإمضاء الصلح معه فكان الشرط الوحيد هو إرجاع مناب والدي و الذي يتصرّف فيه منذ سنة 1955 الى يوم الناس ذاك (عندما كان يظن نفسه بطلا في زمانه)؛ اعترف بذلك ورجعت على العين رفقة المجموعة المصاحبة وبدأنا في تطبيق الحكم الحوزي الصادر لوالدي منذ سنة 1955 وتمّ إمضاء وثيقة في الغرض لدى بلدية عين دراهم بتاريخ 20 جويلية 1992 وبحلول موعد الجلسة سأل القاضي عن الصلح فكانت الإجابة بالنفي (لأني كنت أدرك جيدا مدى الغدر والنفاق المغروس في نفوس هؤلاء الإرهابيين) سبقني في الخروج ثمّ جلس على مدرج المحكمة بالمكان الذي جلست فيه قبله عند القضية الأولى وعند مروري بجانبه ذكّرته بما قاله لي يومئذ وفي نفس المكان ؛ وانطلاقا من أصالتي طمأنته بأنّي لن آت على حاله مادام ملتزم بعدم المشاغبة وذلك تنفيذا لتوصيات والدي.
وتمّ التفاهم بيننا بخصوص قطع الأرض التي إفتكّها منذ 1955 وبنى عليها منزلا وأخرى حفر فيها بئرا وقام بإمضاء حجة في تعويض القطع ببلدية عين دراهم بتاريخ 18 أوت 1992
كما أمضى وثيقة أخرى يشهد فيها بأنه كان قد افتك من محمد بن بوبكر عدة قطع أرض بيضاء بدون موجب شرعي وأن أخاه صالح بن أحمد قد عمد إلى إفتكاك البئر المعروفة بإسم بئر الكرم والتزم بعدم المشاغبة وعلى جميع المستويات.
بئر الكرم كان في الأصل شجرة علّيق وتنبع من تحتها عين طبيعية، حيث قام محمد بن بوبكر بإزالة العليق وخدمتها في شكل بئر للشرب، كما دعا معه لخدمتها أحمد بن علي بولعراس و الصادق بن فرحات بن سويسي وعلي بن محمد صالح الحج بوسعيدي وكان الطاهر بن عيسى في ذلك الوقت قد أعطاهم أحد القنوات (حلقوم) وتمّ استعماله لتسهيل جريان الماء؛ كل هؤلاء يشهدون أمام الله و أنّ البئر هي لـ محمد بن بوبكر وليست لـ صالح بن أحمد، وقد روى في حياته أن شجرة الكرم من النوع الأسود (حجاجي) والموجودة قرب البئر كان قد زرعها والده بوبكر ؛ إلاّ أنّ صالح بن أحمد وأخاه منعوه من استغلالها مثلما فعلوا بالأرض تماما أو أكثر(كانا يقومان بتلويث البئر عندما يلاحظ أنّ شهلة زوجة محمد بن بوبكر قدمت لتملأ "قلّتها" فتضطر لأخذ الماء ملوّثا أو الرجوع والذهاب إلى عين أم الجدور لجلب الماء لأبنائها) يظنون أن ذلك سيدوم لهم وهل دام في الدنيا شئ حتى يدوم على الجميلة جمالها وعلى الصبية صباها، مخطئ من يظن هكذا .
بدأت في التعامل مع هذه الأرض بموجب عقود كراء للمدعو فرحات وكنت آخذ البعض من نصيبي في العلف "القرط" الذي كنت أبيعه وأدفع ثمنه لوالدي وكان هناك إنسان طيب الأخلاق والخلق يدعى الحاج رابح العبيدي أصيل عين دراهم وصاحب سيارة نقل كنت أستأجره لنقل نصيبي من القرط وفي سنة 1994 أعلمني الحاج رابح بأنّه يتعذّر عليه مواصلة نقل القرط من عند فرحات لسبب واحد وهو أنّ فرحات يقوم بفرز القرط ويمدّ الحاج بالكمية غير الصالحة للاستعمال و لمّا إستفسره عن ذلك قدّم عذرا أقبح من ذنب فتشاجر معه ؛ وعرف فيه نوع من الأنانية وحب الاستغلال وفي نهاية الأمر لا يريد إعطاء حق الغير.
وبدأت أحس وأن فرحات أصبح يخطط من جانبه لجرّي إلى المشاكل مع الجيران من حيث إهمال الحيوانات والتدخل لكراء بعض القطع لأناس آخرين وغيرها ... وجاءت السنة اللعينة سنة 1997 وفي خريفها بدأت قصّة صراع أخرى مع شقّ آخر من سلالة الإرهابيين الأوائل بدعوى أنّهم يريدون إظهار حقوق كانت غابرة وكذلك لمجرّد تواجد من ينوب محمد بن بوبكر على الساحة ولمجرّد سماعهم وأنّي بدأت إجراءات عملية لإنجاز جسر على واد فتح الله ؛ وإنجاز مشروع لتربية الماشية بالمكان ؛ لهذا أرادوا أن يعيدوا أيام زمان ليعيدوا ما فعله آبائهم في الماضي .
وفي الخامس من ديسمبر سنة 1997 وعندما كنت بمكتبي اتصل بي منصف بن بخوش وأعلمني أنّ أبناء صالح بالعوجي بمعية أولاد محمد صالح ومعهم خبير جاءوا إلى الحمران وبدءوا قيس الأرض بدعوى أنّ الأرض لهم وحدهم وبعد أخذ ورد انقسمت المجموعة إلى قسمين وجدت نفسي داخل واحدة منهما ومرّت الأيام و الشهور ثمّ السنين والقضية تلوى الأخرى إلى أن انتهى المطاف لدى محكمة التعقيب عندما أقرّت حكم محكمة الإستأناف بجندوبة و التي بدورها أكّدت الحكم الابتدائي لدى محكمة ناحية عين دراهم .
أجريت عديد التوجهات على العين وذهب علالة بن صالح شقيق من قتل البقر ومن أضرم النار بالكوخ ذهب يبحث عن شاهد يقرّ أمام القاضي بأنّ محمد بن بوبكر لا يملك أرضا في هذا المكان وأذكر على سبيل الذكر أنّه إتّصل مباشرة بـ علالة بوغالم وحاول إقناعه بأن يدلي بشهادة باطل وزور ولم ينفعه هذا فذهب إلى النوري بن احمد بن رابح ماذا عساه أن يخلّف مثل هذا التصرف و الكل يتربّص ببعضه البعض وهذه شهادات حية معاصرة.
وفي أفريل1997 قبل بداية الشغب تقدّمت بمطلب تسجيل عدد 3030 الى المحكمة العقارية بالكاف قصد تثبيت مناب والدي الذي كان قد إشتراه بماله لأنني أحسست وأنّ الجميع يتربّصون بهذه الأرض و يريدون خلق أي شئ من شأنه أن يعيد التاريخ والصراع لأن مثل هؤلاء الإرهابيين لا يرتاحون إلاّ إذا كانت لديهم مشكلة ما لأن أموالهم كانوا يتحصلون عليها بطرق ملتوية فسوف لن يبارك فيها الله لهم وتذهب هباء منثورا عوضا عن صرفها على أنفسهم وأولادهم . وتقدّمت المجموعة الأخرى بمطلب تسجيل عدد4055 لكامل الهنشير دون اعتبار المجموعة الأخرى والكل متعلّق بهذ الأرض ويقتفي آثار القدماء ولو كانت جلّها مخطئة .
طوال الفترة، كانت هناك لقاءات واجتماعات في بعض الأحيان سرّية وفي البعض الآخر علنا كانت كلّها مدروسة لماذا السر ولماذا العلن ؛ كانت هناك أدوار تخلق في الحين وكأن الصراع في غاية الأهمية ، بعد صدور الحكم التعقيبي من محكمة التعقيب بتونس الذي جاء لدعم الحكم الاستئنافي بمحكمة جندوبة والذي قضى لفائدة الطالبين تنازلت عن موقفي وذهبت لمقابلة أحد أبناء محمد صالح بجهة بومهل خلال شهر جوان 2003 قصد إصلاح ذات البين والرجوع إلى ما كنّا عليه قبل دخول الصراع والذي أفضى في نهاية المطاف الى نقطة البداية، كانوا في المستوى المطلوب من حيث الاستقبال ودون ذلك من حيث القضية لتأثرهم بموقف أحد أقربائهم والذي تمّ تعداد البعض من خصاله آنفا . كنت أسعى في حديثي معهم الى إيجاد فرصة للتسوية والصلح وجدت فيهم روح القبول والتسامح لكن وللأسف الشديد هناك من لعب دورا في إقناعهم بعدم الاعتراف و المضي قدما نحو الخطأ.
اشغال إنطلاق تركيز مشروع قرب منزل المرحوم حمادي بالعوجي كان من المقترح ان يعمل فيه يونس وأبنائه إلا أنه لم يرى النور وكان السبب في ذلك مبروكة بنت حمادي التي أثارت زوبعة من المشاكل كي تحرم اخوها يونس من العمل في داره وتحرم كذلك ابناء أخوها مبارك من كسب قوتهم في إرث والدهم وفي مقابل ذلك سمحت للمتاتشية إفتكاك ارض والدها وحرثها
كنت أنظر إلى الأمور نظرة التسامح ونسيان الماضي وبناء حاضر ومستقبل جديد وازع حب الخير والعمل دفعني إلى التفكير في إنجاز مشروع يكون نقطة التغيير في عقليات قديمة، قدمت إلى ارض كان يتصرّف فيها رحمه الله، فقد عرف بالرجولة والشهامة وحب الهيمنة وبسط اليد، أرض تركها في أيادي باعتها بأبخس الآثمان أو سواها؛ كنت قد اتفقت مع أحد أبنائه وهو يونس لإنجاز مشروع يكون مورد رزق له ولعائلته بدأت في العمل وأنفقت أموالا فما راعني إلا ومجموعة من البشر يأتون ليحرموا مثل هذه العائلة من كسب قوتها ويوقفون الأشغال بدون سبب بل والأدهى من ذلك بدعوى وأنّ الأرض ليست لهم (رب عذر اقبح من ذنب).
نعود هنا للحديث عن تسميات الأرض، فكل حسب ذوقه و كل حسب مواصفاته لكن كل التسميات تدل على تاريخ أو على آثار أو لها ذكرى أو علاقة بشيئ ما حصل، وعلى سبل الذكر سنقوم بجرد قطع الارض التي تعود بالارث والشراء لمحمد بن بوبكر بالعوجي.
¨ المشتة : و هي عبارة عن مكان السكن و هي ارض وقع انشائها بعد اتلاف الغابة من فوقها ويعبّر عنها بـ: ''الفريق'' ومساحتها حوالي 70 آر.
¨ الصفصافة : هذه التسمية مرتبطة بشجرة من نوع الصفصاف و تعرف ايضا باسم الزيتونة لتواجد شجرة زيتون في الزاوية اليمنى للقطعة وقرب واد الطرفة .
¨ البئر و تعرف أيضا بالعين و هي نقطة ماء كانت في اراضي الغابات و قام محمد بن بوبكر بتهيئتها و خدمتها في شكل بئر بعد أن ازال عنها الغابة الشعراء من نوع العليق وتمّت خدمتها بواسطة العمال أحمد بن علي بولعراس و الصادق بن فرحات بن سويسي وعلي بن محمد صالح البوسعيدي و أحمد بن علي الصغير البوسعيدي و قد شهد عليهم الطاهر بن عيسى المتيشي الذي أمدّهم في ذلك الحين باحدى القنوات لاستعمالها في البئر كما نذكر و أنّ شجرة التين من النوع الاسود كان قد غرسها بوبكر بن محمد قرب البئر .
¨ الغمد أو شريط بلحسين و هي عبارة على فجوة غابية محاطة بالغابات من ثلاثة نواحي ومفتوحة من الناحية القبلية (والغمد هنا هو مخبأ الشيئ، غمد السلاح أي مخبأه).
¨ المخراف و هي قطعة أرض بيضاء بها بئر قديمة و هي مقابلة لقطعة بلحسين ، كانوا يقضون فيها فصل الخريف .
¨ فرنانة الدالية و هي قطعة محاذية لاحدى اشجار الفرنان الكبيرة و يقال انّه كانت بها شجرة عنب من النوع الجالي او ما يسمّى في الاوساط الشعبية بالدالية وهي على مقربة من عود الزعرور.
¨ فرنانة ابراهيم الى حد المقارين و تعرف ايضا باسم سانية العوجي.
¨ الركحة [ تحت مشتة أحمد بن علي] و هو جزء من ارث محمد بالعوجي [ لربع من القسمة]
¨ المقارين وهي احدى القطع التي تمّ استرجاعها من عند العمايرية [ السهم الخامس من القسمة]
¨ الدورة و هي عبارة على ملتقى لوادين و هما واد فتح الله و واد الطرفة ويعرف أيضا باسم واد السبعة الرقود و هما قسمتين من ارث محمد بالعوجي واحدة تحت الطريق وأخرى فوق الطريق [ كل واحد الربع من القسمة]
¨ فتح الله من الجامع حتى الطريق في اتجاه الدوار [ السهم الخامس من القسمة]
¨ الملعب من المقبرة حتى واد الطرفة [ السهم الخامس من القسمة ] و تسمّى بهذاالاسم لأنّ جزءا منها وضعه محمد بن بوبكر على ذمّة المقبرة لاقامة الاحتفالات [الزردة]
¨ بئر الدورة
¨ شريط الطرّابية [ السهم الخامس من القسمة ]
¨ عرقوب المطامير و يعرف أيضا بإسم العرقوب من المقبرة الى حدّها و بجانبها قطعة أخرى مشترى (مناب ولد محمد)
¨ قاع المرجى أو ما يعرف باسم السانية القديمة [ مشترى] أو مجاز الرملة.
¨ قاع الماجن [ مشترى]
¨ مجاز البقرو هو عبارة عن ممر للبشر و للحيوانات الأهلية يعبر منها من الأراضي الفلاحية الى الغابة من جهة عرقوب السقالة و بير بن شبر و الزغادية. من الطريق الى واد فتح الله وهي قطعة قرب الممر الرئيسي
¨ القنطرة و هي عبارة عن ممر للمترجلين على وادي فتح الله بواسطة جذوع أشجار من نوع النشم و الحمراي من واد فتح الله الى طريق دار مهنية، وكان أول من أقام هذا الممر هو محمد بن بوبكر.
¨ فرنانة الذخيرة: و هي عبارة عن شجرة فرنانة كبيرة في السن وكانت مكان إجتماعات ولقاءات الأجوار للتحدث تحتها و الإستمتاع بضلّها ، من الطريق الى واد فتح الله [ مشترى ] ، كما يقال وأن بقربها كنز قديم .
¨ آخر العرقوب [ وهي عبارة عن قطعة أرض مستطيلة الشكل و مرتفعة قليلا ونوعية تربتها تختلف عن الأرض الأخرى] من جهة مجاز البقر قطعتين واحدة مشترى و الاخرى من القسمة
¨ الرقوبة أو القاعة و هي عبارة عن هضبة صغيرة [ السهم الخامس من القسمة
¨ أمّا الغمد و البزينة و عين أم الجدور و حجرة عيفة و شعبة دار الطبعة و كرم فرحات هذه القطع أصبحت ملكا للغابات.
¨ ربع الغمد هي القطعة المتواجدة عليها كرمة مسكة (مرجع غني عن التعريف) هي في الأصل من أملاك الجد إلاّ أنّ محمد بن بوبكر لا يتمتّع بحقه فيها حيث يقتسمها ورثة بلقاسم وعلي وعثمان
¨ هندي رمل مبروك غير مقسّم وافتكه ورثة بلقاسم بالعوجي (من عين أم الجدور إلى مسكن صالح بن بلقاسم بالعوجي).
فماذا عساها أن تخلّف مثل هذه التصرفات ، بل أن أبناء صالح بالعوجي يدركون جيدا هذا وهم يخفون الى حدّ اليوم الحقيقة (حسبكم الله ونعم الوكيل).
صالح
محمد و مسكة الخمس من 8 مواشي حوالي 16 هك بما فيهم الغابات.
هذا المناب وقع بيعه للعمايرية واسترجعه محمد بن بوبكر ويعرف باسم شريط ولد محمد بموجب حجة العمايرية.
محمد
[عثمان – علي – بلقاسم]
شراء ماشيتين أي حوالي 20 هك غابات وأرض بيضاء
بلقاسم (محمد) [السبتي – بنعيسى]
هذا المناب إشترى نصفه صالح بن بلقاسم ويعرف بشريط القواسم
الخمس من 8 مواشي حوالي 16 هك بما فيهم الغابات.
علي –بوبكر –بلقاسم- عثمان
(إرث محمد بالعوجي) يساوي الخمس من 8 مواشي حوالي 16 هك غابات وارض بيضاء
سويسي [ فرحات– علي– فرهودة – ربح ]
هذا المناب اشترى منه صالح بن بلقاسم واخوته مناب فرهودة التي تزوجت بجهة سوق السبت زوجها مبارك ابن عم الشيخ بلقاسم
الخمس من 8 مواشي حوالي 16 هك بما فيهم الغابات.
منصور
1- صالح
(سعد خذيري رابح)
2- ابراهيم (الناجي)
3- محمد (كريّم)
الخمس من 8 مواشي حوالي 16 هك بما فيهم الغابات.
مبارك بالعوجي 1835 / 1850/ 1880 / 1910
محمد 1850
بوبكر 1880
1910 محمد 1998
1945 زغدود وصالح وعمار ومحسن ومبروكة و منجية وصليحة و خديجة و عزالدين
حسن
الصادق فاطمة عيشة ربح منور حدة
مباركة
تزوجت بالموامنية قرب بني مطير و خلّفت مولدي والغنجة ومهرية وسويسي شهر العزيز
خميسة
بديع و محمد و رشيد و صلاح و جدية و حبيبة
زعرة
تزوجت بمحمد بن احمد ببلطة و خلّفت غنجة بالنويضير
حليمة
منصف و محمد الهادي و حكيمة و مبروكة والحبيب ولد ساسي بن محمد المومني
فاطمة
عمارة و قدور و محمد و زكية و الصالحة و سعاد و وحيدة
شهيبة
تزوجت بالمتاتشية و خلّفت خميس عرف ببوسطحة والزين وبشير ومسعود ابناء منصور بوذينة
بلقاسم
محمد صالح
مولدي ( ومن أبنائه منال ومحمد صالح ) و حمدة و حسن ومجيد و منجية (قاطنة بباجة ومن ابنائها رحمة ويسمين ) و برنية
خميس
السبتي و يوسف و صلاح وجليل و ابراهيم و مصطفى و الهادي و حدّة وشريفة ومحمد
تزوج بفاطمة بنت حسن بن بوبكر ثمّ تزوّج قمرة
صالح
بشير و حميدة و علالة ومنصور و عبد العزيز والطاوس وفطوم والشادلي وغيرهم
حمادي
يونس و فرحات و مبارك وابراهيم و حبيب و علجية و مبروكة وخميسة و عزيزة
عمارة
قنديل واحمد(تزوج حبيبة بنت صالح بالعوجي) وحسونة [ حسونة خلّف رابح]
عثمان
عمر
العايش و مسعودة زوجة بلقاسم بن خليفة
محمد
لخضر و زينة وتومية و جميلة وفريحة
رابح
علجية
يونس
لم يخلف
علي
أحمد
حمدة خلف ابنه عمر و صالح لم يخلف و بخوش خلّف منصف و كريم و غيرهم ولد احمد في 10 مارس 1902 وتوفي في نوفمبر 1992 .
حليمة
محمد و محمود و طرشون و عمار
مبروكة
تزوجت بخليفة بن علي بالعمايرية وخلفت بلقاسم وعبدة وعمر ومحمد الصالح
خميسة
سعد
خميس و منجي و تونس و صبيحة و ذهبية وغيرهم
خذيري
محمد و زهواني و غيرهم
رابح
مختار و مجيد و غيرهم
هنونة
تزوجت بالعمايرية يعرفون باسم السنايسية منهم ساسية بنت ربح بنت هنونة حمرونية[ بسيدي اسماعيل]
بلقاسم
محمد
السبتي لم يخلف أولاد
بن عيسى يجهل تاريخه
صالح
محمد
محمد خلّف ولد توفي يعرف باسم ولد محمد
مسكة
رابح و محمد و عمر و يونس و ربح و مباركة و أخرى يجهل تاريخها
منصور
صالح
سعد
خميس و منجي و تونس و صبيحة ووريدة و غيرهم
خذيري
محمد ومبروك (زهواني) و غيرهم
رابح
مختار و مجيد و غيرهم
ابراهيم
الناجي
علي وبشير والطاهر والتوأم
محّمد
كريّم
سويسي
فرحات
عثمان
حدّة شوش
حسن
حبيبة و الهادي و صالح و بية و علي و غيرهم
علي
لم يخلّف
فرهودة
محمد وعلي زوجها إسمه الحاج مبارك أولاد عم الشيخ بلقاسم بسوق السبت
ربح
بوبكر بن محمد بالعوجي: خلّف حسن و عيدة و شهيبة وحدّة من زوجة أخرى، وخلّف محمد وخميسة وحليمة وزعرة وفاطمة ومباركة من ضريفة بنت علي بن عياد البوسعيدي .
1- تزوجت شهيبة بمنصور بن بوذينة الذي بدوره خلّف منها خميس و يدعى [بوسطحة] وبشير والزين والهادي ومسعود ويسكنون بالمتاتشية .
2- خميسة تزوجت بعبد الرحمان بأولاد بوسعيد وخلفت صلاح شهر عبشة وبديع ومحمد وجدية وحبيبة ورشيد.
3- حليمة تزوجت بيوسف بن عنتر بجهة القواسمية بجهة سد بوهرتمة معتمدية فرنانة وخلفت محمد الهادي ومنصف وحكيمة ومبروكة ...
4- زعرة تزوجت بمحمد بن احمد ببلطة وخلّفت الغنجة بالنويضير
5- فاطمة تزوجت بالسرجان مبارك ببني مطير وخلفت عمارة وقدور وحمة وزكية والصالحة ووحيدة وسعاد.
6- مباركة تزوجت بالموامنية بجهة بني مطير وخلفت المولدي والغنجة ومهرية وسويسي
7- محمد تزوج بشهلة بن محمد بن رجب وبقي بالحمران ثمّ انتقل الى المقانين ثمّ الى الشواولة (حيث تزوج بأربعة نساء قبل أن يتزوج بشهلة ولم يخلف منهن)
8- حسن خلّف الصادق وفاطمة وعيشة وربح ومنور وحدة
9- عيدة: لا يعرف عنها شيء
10- حدّة : لا يعرف عنها شيء خلفت ابن اسمه صالح ببوسالم
محمد صالح بن بلقاسم بن محمد : خلّف مولدي وحمدة و حسن و مجيد و منجية وبرنية وغيرهم و يسكنون بمرناق ضواحي العاصمة.
خميس بن بلقاسم: خلّف جليل و صلاح و يوسف و السبتي و محمد و مصطفى (مصطفى تزوج بسعاد من ولاية صفاقس وخلف منها سناء، محمد يسري وحمدي) ودليلة وبرنية وسعاد وابراهيم والهادي وحدّة وشريفة [ حدة زوجة صالح بن بلقاسم بن خليفة وشريفة زوجة ابراهيم بن حمادي]. كما تزوّج خميس بفاطمة بنت حسن بن بوبكر (حسن بن بوبكر هو شقيق محمد بن بوبكر)، وبعد وفاتها تزوج بقمرة.
صالح بن بلقاسم : خلّف حميدة و علالة و منصور و عبد العزيز و بشير و زينة والشادلي والطاوس [تزوجت الطاوس بمحمّد بالمتاتشية] وقد انتقل معظم أولاده إلى بوسالم وبقي بشير بالحمران وفطوم ام عمر.
حمادي بن بلقاسم : خلّف فرحات و مبارك و يونس و حبيب وابراهيم وخميسة وعزيزة ومبروكة وعلجية وحمودة (شقيق فرحات ام وابا).
(تزوج فرحات بالهذبة وأنجب عبد الحميد والطاهر والوردي وفيصل ودليلة وزهرة وقمرة ثم توفي بمرض في القلب ودفن بفتح الله)
(مبارك تزوج بالجمهورية الجزائرية بفطيمة الزهراء وأنجب منها انيسة وإسلام وعبد الغني وحياة والشريف ثمّ توفي على إثر سكتة قلبية يوم 26 جانفي 1994 بحمام سيالة)
(يونس تزوج بوريدة ويقطن بالحمران)
( ابراهيم تزوج بشريفة بنت خميس بن بلقاسم وخلف منها ليلى وسهام وبعد أن توفيت تزوج بشادلية بنت سعد بن خميس شواطي وخلف منها عاطف وسناء وأمال ثم توفي بسكتة قلبية وهو يقود سيارته بجهة رحايات باجة )
عمارة بن بلقاسم: خلّف قنديل واحمد وحسونة. (تزوّج أحمد ثلاثة زوجات منهم عزيزة وحبيبة بنت صالح بالعوجي أما حسونة فقد توفي في الحرب و خلّف رابح وتزوج قنديل بأم الزين وخلّف منها الزاهي).
عثمان بن محمد: خلّف عمر ومحمد ورابح ويونس [ عمر و أولاده : العايش ومسعودة (تزوجت مسعودة بـ بلقاسم بن خليفة) محمد و اولاده لخضر و زينة و تومية و جميلة وفريحة، رابح الذي تزوّج شهيبة و خلّف بنتا اسمها علجية ،يونس يجهل تاريخه].
علي بن محمد : خلّف أحمد [أحمد خلّف بخوش وصالح وحمدة ثم بخوش خلّف منصف كريم و رضا والبنات ؛ صالح لم يتزوج؛ حمدة خلّف عمر و أخواته].
حليمة بنت محمد: خلّفت ولدا إسمه محمد (محمد بدوره خلّف حبيب و خميّس و عمارة ومحمد الصغير).
مبروكة بنت محمد: تزوجت بالعمايرية و زوجها اسمه خليفة و انجبت منه (بلقاسم ومحمد وعمر وعبده) حيث:
خلّف بلقاسم [ الذي تزوج بمسعودة بنت عمر بن عثمان ] صالح وبوجمعة وخميس وحبيبة وعزيزة
محمد: حسن و عبد الواحد و مصطفى [ هاجر الى عنابة] والهذبة و تونس وشريفة وربيحة
و عمر الذي بدوره خلّف ابراهيم
و عبدة الذي بدوره خلّف عبد العزيز ويونس و بنتين.
كما نشير بالذكر الى أنّ كل أبناء مبروكة انتقلوا إلى مدينة بوسالم و لم يبقى سوى محمد بعين دراهم.
مسكة بنت صالح تزوجت عثمان بن محمد [ ابن عمّها] و خلّفت رابح و عمر و محمد ويونس ربح ومباركة
خلّف رابح علجية التي تزوجت بوادي الزان بمحمد بن حمودة
خلّف عمر العايش الذي توفي بتونس
خلّف محمد لخضر و فريحة وزينة و تومية وجميلة
خلّف يونس بنتا توفيت و تركت ابناؤها بسيدي اسماعيل بباجة
تزوجت ربح بمبروك بأولاد بوسعيد وخلّفت عمارة وصالح و خميس .
تزوجت مباركة بسوق السبت وخلّفت عمار وبلقاسم بن عبد الله [ شهر بومعجنة]
خلّف بنتا أخرى يجهل تاريخها.
رسم لخريطة تونس تبين مكن انطلاق مبارك بالعوجي واخوته في اتجاه الشمال التونسي بحثا عن أماكن للاستقرار ومن المؤكد أنّ البعض من اخوة مبارك انتقلوا الى الجزائر والبعض منهم استقر بسوق اهراس وقسنطينة بالجزائر، امّا مبارك فقد انتقل من الغوالم الى خمير بهنشير الأفحص
عائلة المرحوم محمد بن بوبكر بن محمد العوجي
mardi 30 décembre 2008
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
إن الهدف من هذه القصة هو معرفة تاريخ عائلة عريقة
RépondreSupprimerأحاث القصة رويت من عدة أطراف أكثرهم فارقوا الحياة
تبقى القصة مفتوحة لكل صرخة حق او لكل إضافة من شأنها أن تشرح موقفا او تظهرا حقا .